تمر اليوم الذكرى الـ227، على إعدام الملك الفرنسى لويس السادس عشر، على يد الثوار الفرنسيين باستخدام المقصلة، وذلك بعد محاكمة استمرت لنحو شهر، حيث بدأت محاكمة الملك في 11 ديسمبر سنة 1792 أمام أعضاء المؤتمر الوطني جميعا، وبدأ التصويت على إدانة الملك في 15 يناير سنة 1793، فصوت 683 - بمن فيهم ابن عم الملك فيليب دورليان من بين 749 نائبا على إدانة لويس، وتم تنفيذ الحكم فى 21 يناير 1793.
والملك لويس السادس عشر (23 أغسطس 1754 - 21 يناير 1793) ملك فرنسا ونافارا، آخر ملوك فرنسا قبل الثورة الفرنسية، في عهده قامت الثورة الفرنسية وأدت إلى إطاحة الحكم المطلق. تزوج من ماري انطوانيت وهو في عمر الخامسة عشر، والأخيرة تصغره بقرابه العام. وأنجب منها لويس السابع عشر الذي مات صغيرا.
لويس السادس عشر
وتذكر عدد من التقارير، أن آخر كلمات نطق بها الملك الفرنسى لويس السادس عشر، فى مكان إعدامه في ميدان الثورة - ميدان الكونكورد - وقبل أن تهوى عليه المقصلة حاول لويس أن يتحدث إلى الجموع فقال: "أيها الفرنسيون، إنني أموت بريئا.. إنني أقول ذلك وأنا على سقالة المقصلة وسأمثل قريبا أمام الرب.. إنني أعذر أعدائي، وآمل أن فرنسا.."، لكن عند هذه الكلمة أشار سانتير رئيس حرس باريس الوطني وقال: "فلتدق الطبول" فدقت الطبول وهوت المقصلة على عنقه.
وقيل إن أن لويس السادس عشر أعدم بالمقصلة بعد أن أقتيد لها وهو في كامل أبهته كملك وزوجته ماري انطوانيت وبكل مظاهر الاحترام وضعوه في عربته المذهبة وداروا به في باريس بين شعبه الذي لم يحسن التعامل معه، وحينما أعدم لويس السادس عشر بالمقصلة ونزل الدم إلى الأرض ركض الحشد نحو دمه ليغمسوا فيه مناديلهم بسبب كرههم له.
اعدام الملك لويس السادس عشر
ووفقا لتقارير اخبارية نشر فى أكتوبر عام 2011، عثر فريق من علماء البيولوجيا في متحف البيولوجيا المتطورة، برئاسة كارل لالولا فركس المتخصص في الأبحاث الجينية، على "منديل" ملطخ بدم الملك لويس السادس عشر ملك فرنسا الذي أعدم بالمقصلة عام 1793، وعثر العلماء على هذا المنديل في إناء معدني للماء كان في حوزة إحدى الأسر الارستقراطية الإيطالية التي تمتلك العديد من بورتريهات ومقتنيات الملوك الفرنسيين، ووجد بالإناء نقطة سوداء عبارة عن دم إنسان، وقد أجريت التحاليل على هذه النقطة للكشف عن الحامض النووي للملك.
اعدام لويس السادس عشر
وعن الأسباب التى دفعت إلى قيام الثورة والإطاحة بالملك لويس السادس عشر، وإعدامه هو وزوجته فيما بعد، توضح دراسة نشرت بعنوان "الثورة الفرنسية الأولى: 1789-1799"، أعدها الباحث حسن عمران، بمركز إدراك للدراسات، إن الخزينة الفرنسية عانت خلال القرن الثامن عشر، نتيجة للحروب المتتالية التى خاضها ملوك البلاد، بداية من حملات لويس الرابع عشر، ختاما بلويس السادس عشر، حيث قام الأخير بتقديم كل الدعم المادى للثورة الأمريكية، ما ساهم فى إثقال وزيادة عناء الشعب الفرنسى، وخاصة الطبقة الثالثة "طبقة عامة الشعب الفرنسى الفقيرة"، حيث قام الأخير بمغامرة غير محسوبة العواقب بحسب تعبير الباحث، حين قام بتكريس خذينة الدولة المفلسة لدعم الثورة الأمريكية ضد الاحتلال البريطانى (1775-1784)، نكاية فى المملكة البريطانية، وليس تأييدًا للثورة الأمريكية، ويضيف الباحث إن من المفارقات التاريخية أن الثورة الأمريكية كانت سببا فى صعود النفس الثورى فى العالم، وتحديدًا فرنسا، فكان لويس تمامًا كمن حفر قبره بيده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة