تروى "موسوعة تاريخ الصين" التى أعدها فى مجلدين ضخمين 15 من أشهر أساتذة التاريخ فى الصين، المسار الطويل لتطور التاريخ الصينى منذ أولى أيام الصين قبل خمسة آلاف عام وحتى يومنا الحاضر.
تتناول الموسوعة أصل الحضارة، وتعاقب الأسر الحاكمة على الصين، والكشف عن ازدهار عصور هان وتانغ وتشينغ، ووسائل المواصلات فى العصور القديمة، والحضارات الأجنبية التى عاصرت الصين، والعلاقات بين الدول القديمة والصين، والأنظمة السياسية والقانونية ونظام اختيار الموظفين الرسميين فى العصور القديمة، والزراعة والحرف اليدوية والصناعة والتجارة، والنظام والفكر العسكريين، والحياة الاجتماعية، والتغيٌّر الفكري، وتاريخ الفنون والأدب، والعلوم والتقنيات، والتاريخ الحديث، وتاريخ الجمهورية الصينية الأولى وصولًا للصين الآن.
ونُشرت الموسوعة التى حررها تشانغ تشى دجى، وترجمها فريق من كلية الألسن بجامعة عين شمس تحت قيادة الدكتورة إسراء عبد السيد، فى أربع عشرة طبعة، وترجمت للعديد من لغات العالم، وهى أول عمل متكامل عن تاريخ الصين يترجم من الصينية للعربية وصدر عن مؤسسة بين الحكمة بالتعاون مع منشورات ضفاف ومنشورات الاختلاف.
تنطلق الموسوعة ابتداءً من الاستكشافات العلمية فى بداية الحضارة الصينية، حيث تحكى التاريخ القديم للصين منذ الحقبة الأسطورية للإمبراطور هوانغ والإمبراطور يان التى أفرزت حضارة متعددة ومتنوعة، وطورت الاقتصاد الزراعى البدائي، وعززت التقدم الحضاري، فكانت بمثابة بداية الحضارة، وبالتالى استمر تطور التاريخ الصينى دون انقطاع. وتغوص الموسوعة فى سرد تاريخ الأسرات القديمة وفق ترتيب زمنى سلس، كما ترصد التغيرات التى طرأت على المجتمع الصينى القديم وعهد الأسرات، وأيضًا تعرض مراحل التأسيس والتغيرات فى عهد الأسرات الملكية الصينية، وصعود وهبوط أسرة تشن فى عصر الوحدة الكبرى الأولى للصين، بالإضافة إلى أن هذه الموسوعة التى تأتى فى جزأين تثير لدى القارئ التساؤلات، فيما يتعلق بالرصد والتأريخ لفترات الصعود والهبوط للأمة الصينية وفهم الأحداث الرئيسية التى شهدتها الصين فى ذلك الوقت بشكل أفضل.
ويُسلط كتاب "موسوعة تاريخ الصين" الضوء على نقاط رئيسية مهمة فى تاريخ الصين؛ ويتميز بوضوح المحتوى وسلاسة التصنيف، وشرح النظريات العميقة مستخدمًا لغة بسيطة، وتصميم البنية العامة المبتكرة لفصول وأبواب الكتاب؛ فنرى قيمة الحضارة من خلال التاريخ، ونرى تطور التاريخ من خلال الحضارة. وإلى جانب تواصله لحدود التخصصات العلمية، فإنه يُمكِّن القارئ من استيعاب تاريخ الصين بشكل أفضل دونما الشعور بالرتابة، بما يسهل الوصول للقارئ الأجنبى من ثقافات أخرى مغايرة للصينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة