أهوى الكتابة منذ زمن بعيد لكن دائمًا كنت القارئ الوحيد لنفسى، ولم أكن أنوى فى يوم أن تخرج كلماتى إلى النور وتجد لها قراءً وجمهورًا، فاعتدت على أن أخرج ما بداخلى من خواطر على ورق لأعبر عن وجهة نظرى وقراءتى للبشر من حولى.
لكن هذه المرة لم أقاوم رغبتى فى أن يقرأ كلماتى وأفكارى الجميع، لأنها فى هذه المرة ستسرد قصة أو موقفا من حياة رفيق روحى وتوأمها أبى «إبراهيم سعده».
فمن يعرفنى جيدًا يعلم مدى عشقى له وتعلقى به وانبهارى بقلمه وكتاباته، وبعد وفاته اكتشفت أن الكتابة وحدها هى من تقربنى منه، هى الشىء الوحيد الذى يجمع بيننا حتى وإن كان قد رحل عن عالمى، فالقلم يوحد عوالمنا ويجمع بين أرواحنا.
لذلك قررت أن أخوض التجربة، اليوم، وسأسرد لكم موقفا إنسانيا من دفتر حياة والدى.
حينما اشتد عليه المرض، وعدنا إلى مصر رغبة منه فى أن يعالج ببلده بأحد المستشفيات، وبعد وصولنا بأيام جاءتنى مكالمة تليفونية من ست مصرية بسيطة، وبمجرد ردى على الهاتف فوجئت بصوت سيدة تبكى لدرجة أننى لم أستطع استيعاب كلماتها فى البداية.
وبعد محاولاتى لتهدئتها سردت لى حكايتها مع أبى التى دفعتها وقتها للاتصال بى والاطمئنان على صحته خوفًا من أن يصيبه مكروها، وقالت لى نصًا: «جيت فى يوم لمقر الجرنال «أخبار اليوم» مع حفيدى المعاق، على أمل إنى آلاقى حد يساعده، لكن الأمن رفض يدخلنى، وكنت خلاص همشى، لكن ربنا مأردش يمشينى مكسورة الخاطر، وبالصدفة وصل والدك للجرنال، وزعل جدا من معاملة الأمن ليا وأصر إنى اطلع معاه، علشان يفهم منى حكايتى».
«وفعلا قعدت معاه ورحب بيا جدا أنا وحفيدى وعاملنا أحسن معاملة، مش بس كده ده كلم وزير الصحة ومستشفى أبو الريش، واهتم بحالة حفيدى جدا، وعمل موضوع عنه فى الجرنال، ربنا يقومه بالسلامة ويكفيه شر المرض ويكرمه زى ما كرمنى».
انتهت المكالمة ومازالت كلمات السيدة ودعائها لأبى يتردد بأذنى حتى الآن، ومنذ تلك اللحظة وأنا أدركت تماما أن الخير وحده هو الذى يبقى وعمل الإنسان هو الذى يتحدث عنه حتى بعد الرحيل، فلا منصب ولا سلطة ولا أى شىء باق، وهذا ما أردت أن أقوله اليوم ربما تكون كلماتى البسيطة سببا فى أن نستوعب الدرس جيدًا.
«الله يرحمك يا أبويا ويا رب يقدرنى أنى أشيل اسمك وتبقى فخور ببنتك».
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر ايوب
بداية رائعة
حبيت انا اكون اول حد يعلق لك علي اول مقال ليكي بالتوفيق ان شاء الله .والدك الله يرحمه كان من اعلام الصحافة وكان كاتب له رونق خاص والحقيقة كان يختلف عن الكثيرين لانه بامانه كان صادقا بشوشا رحمة الله عليه
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمش
رحمه الله على والدك استاذه نيفين
😥
عدد الردود 0
بواسطة:
انسانه مصرية
بالنجاح والتوفيق
كلامك صح جدا العمل الطيب هو اللى باقى واسلوب حضرتك راق وحترم ووالد حضرتك علم من اعلام الصحافة واثر من اثار مصر بالتوفيق دائما انشاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
حمدى عباس ابراهيم
مش مهم كلامك أوة المهم إنتى . انتى عمل صالح
فالكلام يمكن ان يُختاف عليه لكن العمل الصالح ابدا
عدد الردود 0
بواسطة:
عايده
نتعلم من ابائنا
خير الاباء من يعلم ابنائة البر و عمل المعروف بطريق غير مباشر ربنا يخلي لنا الاب الحنون العطوف و يرحم كل اب متوفي
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
الله يرحم كاتبنا العظيم
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته وربنا يوفقك ونشوف فيكي خير خلف لخير سلف
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد صديق
فى الجنة ان شاء الله
👍قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ، ما كان العبد في عون أخيه