«ماتت قلوب الناس ماتت فيها النخوة/ يمكن نسينا فى يوم إن العرب إخوة».. هى صرخة أطلقها أوبريت «الضمير العربى» للتعبير عن احتياج الشعب العربى فى كل مكان إلى صحوة ضمير تعيدهم إلى مكانهم الحقيقى كأشقاء، لكن الحقيقة التى نراها حاليًا أن الكلام على التضامن والأخوة والمصير الواحد فى العالم العربى أصبح يأتى فقط عبر الأغانى التى لم يستطع أغلبها أن يتجاوز أيضاً النقاط الإنشائية ليدخل إلى صلب الموضوع من زوايا شؤون الإنسان العربى، لأنها لا ترقى إلى مستوى الأغنية الوطنية التى نعرفها، واعتماده فى التأثير على صور لا يستطيع أن يتحمل مشاهدتها من صعوبتها وشدة تأثيرها، فكيف يتحمل أى شخص أن يرى هذه المناظر وصور المجازر المصاحبة للأغنية؟!
منذ قديم الأزل ارتبطت حياتنا فى مجتمعنا المصرى بانعكاس الظروف السياسية والاجتماعية التى تحيط بالوطن العربى، وكان هدف الزعيم الراحل جمال عبدالناصر هو تجميع العرب ليقفوا جنباً إلى جنب ضد العدوان والخطر الذى يداهم الوطن العربى ككل، لكنه تاه وسط زحمة الصراعات، واليوم فى مجتمعنا العرب الكبير نمر بأسوأ المراحل، خصوصاً أنه وصل بنا الحال إلى أن كل بلد يعيش بمفرده بمعزل عن الآخر لمواجهة همومه، التى قاد نفسه إليها بسبب عدم القدرة على التصدى ضد التدخلات الخارجية المستهدفة تفتيت وحدة العرب حتى لا يصبحوا يداً واحدة يوماً، لأن الغرب يعلم جيدًا أنه حال تحقيق ذلك سيكون أهل العرب هم القوى العظمى فى العالم.
ما نتمناه حالياً أن يستيقظ العرب ويتصدون لكل المخططات الغربية التى تأتى لنا عبر غول اسمه «السوشيال ميديا» الذى يستغله أعداؤنا بنشر الشائعات والأكاذيب من خلاله لتحقيق أغراضهم الدنيئة، فهل يتخذوا خطوات جادة ليكونوا «يداً واحدة»، لتحقيق آمالهم وطموحاتهم؟!.. نحن لمنتظرون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة