نواصل، اليوم الثلاثاء، سلسلة "آية و5 تفسيرات" التى بدأناها منذ أول رمضان، ونتوقف عند آية من الجزء الثالث عشر، هى الآية رقم7 فى سورة الرعد، والتى يقول فيها الله سبحانه وتعالى "وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ".
تفسير الطبرى
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: (ويقول الذين كفروا) يا محمد، من قومك (لولا أنـزل عليه آية من ربه) هلا أنزل على محمد آية من ربه؟ يعنون علامةً وحجةً له على نبوّته وذلك قولهم: لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ [سورة هود: 12] يقول الله له: يا محمد (إنما أنت منذر) لهم، تنذرهم بأسَ الله أن يحلّ بهم على شركهم، (ولكل قوم هاد)، يقول ولكل قوم إمام يأتمُّون به وهادٍ يتقدمهم، فيهديهم إما إلى خيرٍ وإما إلى شرٍّ.
تفسير ابن كثير
يقول تعالى إخبارا عن المشركين أنهم يقولون كفرا وعنادا: لولا يأتينا بآية من ربه كما أرسل الأولون، كما تعنتوا عليه أن يجعل لهم الصفا ذهبا، وأن يزيل عنهم الجبال، ويجعل مكانها مروجا وأنهارا، قال الله تعالى: (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) [ الإسراء: 59 ].
قال الله تعالى: (إنما أنت منذر) أى: إنما عليك أن تبلغ رسالة الله التى أمرك بها، (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء) [ البقرة: 272 ] .
وقوله: ( ولكل قوم هاد ) قال على بن أبى طلحة، عن ابن عباس، أى: ولكل قوم داع.
وقال العوفى، عن ابن عباس فى تفسيرهما: يقول الله تعالى: أنت يا محمد منذر، وأنا هادى كل قوم، وكذا قال مجاهد، وسعيد بن جبير، والضحاك .
وعن مجاهد: ( ولكل قوم هاد ) أى: نبى. كما قال: (وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) [ فاطر: 24 ] وبه قال قتادة، وعبد الرحمن بن زيد .
وقال أبو صالح، ويحيى بن رافع: ( ولكل قوم هاد ) أى: قائد .
وقال أبو العالية: الهادى: القائد، والقائد: الإمام، والإمام: العمل .
وعن عكرمة، وأبى الضحى: ( ولكل قوم هاد ) قالا هو محمد [ رسول الله ] صلى الله عليه وسلم .
وقال مالك: ( ولكل قوم هاد ) من يدعوهم إلى الله، عز وجل.
تفسير القرطبى
قوله تعالى: ويقول الذين كفروا "لولا" أى هلا "أنزل عليه آية من ربه"، لما اقترحوا الآيات وطلبوها قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم، "إنما أنت منذر" أى معلم، "ولكل قوم هاد" أى نبى يدعوهم إلى الله، وقيل: الهادى الله، أى عليك الإنذار، والله هادى كل قوم إن أراد هدايتهم.
تفسير البغوى
(ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه) أى: على محمد صلى الله عليه وسلم (آية من ربه) أى: علامة وحجة على نبوته، قال الله تعالى: (إنما أنت منذر) مخوف (ولكل قوم هاد) أى: لكل قوم نبى يدعوهم إلى الله تعالى. وقال الكلبى: داع يدعوهم إلى الحق أو إلى الضلالة.
وقال عكرمة: الهادى محمد صلى الله عليه وسلم، يقول: إنما أنت منذر وأنت هاد لكل قوم، أى: داع، وقال سعيد بن جبير: الهادى هو الله تعالى.
تفسير الوسيط لـ طنطاوى
ثم حكى، سبحانه، لونا آخر من رذائلهم، وهو عدم اعتدادهم بالقرآن الكريم، الذى هو أعظم الآيات والمعجزات فقال- تعالى-: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ....
ولَوْلا هنا حرف تحضيض بمعنى هلا.
ومرادهم بالآية: معجزة كونية كالتى جاء بها موسى من إلقائه العصى فإذا هى حية تسعى، أو كالتى جاء بها عيسى من إبرائه الأكمه والأبرص وإحيائه الموتى بإذن الله، أو كما يقترحون هم من جعل جبل الصفا ذهبا ...
لأن القرآن- فى زعمهم- ليس كافيا لكونه معجزة دالة على صدقه صلى الله عليه وسلم.
أى: ويقول هؤلاء الكافرون الذين عموا وصموا عن الحق واستعجلوا العذاب. هلا أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم آية أخرى غير القرآن الكريم تدل على صدقه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة