آية و5 تفسيرات.. وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل

الإثنين، 28 مايو 2018 12:24 م
آية و5 تفسيرات.. وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل قرآن كريم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل، اليوم الاثنين، سلسلة "آية و5 تفسيرات" التى بدأناها منذ أول رمضان، ونتوقف عند آية من الجزء الثانى عشر، هى الآية رقم 114 فى سورة هود، والتى يقول فيها الله سبحانه وتعالى "وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَى النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ" 
 

تفسير ابن كثير

قال على بن أبى طلحة، عن ابن عباس: (وأقم الصلاة طرفى النهار) قال: يعنى الصبح والمغرب وكذا قال الحسن، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وقال الحسن، فى رواية، وقتادة، والضحاك، وغيرهم: هى الصبح والعصر.
وقال مجاهد: هى الصبح فى أول النهار، والظهر والعصر من آخره. وكذا قال محمد بن كعب القرظى، والضحاك فى رواية عنه .
وقوله: (وزلفا من الليل ) قال ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وغيرهم: يعنى صلاة العشاء .
وقال الحسن، فى رواية ابن المبارك، عن مبارك بن فضالة، عنه: ( وزلفا من الليل) يعنى المغرب والعشاء قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "هما زلفتا الليل: المغرب والعشاء"، وكذا قال مجاهد، ومحمد بن كعب، وقتادة، والضحاك: إنها صلاة المغرب والعشاء .
وقد يحتمل أن تكون هذه الآية نزلت قبل فرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء، فإنه إنما كان يجب من الصلاة صلاتان: صلاة قبل طلوع الشمس، وصلاة قبل غروبها، وفى أثناء الليل قيام عليه وعلى الأمة، ثم نسخ فى حق الأمة، وثبت وجوبه عليه، ثم نسخ عنه أيضا، فى قول، والله أعلم.
وقوله: (إن الحسنات يذهبن السيئات) يقول: إن فعل الخيرات يكفر الذنوب السالفة، كما جاء فى الحديث الذى رواه الإمام أحمد وأهل السنن، عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب قال: كنت إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثا نفعنى الله بما شاء أن ينفعنى منه، وإذا حدثنى عنه أحد استحلفته، فإذا حلف لى صدقته، وحدثنى أبو بكر - وصدق أبو بكر - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما من مسلم يذنب ذنبا، فيتوضأ ويصلى ركعتين، إلا غفر له".
 

تفسير القرطبى 

وفيه مسائل منها:

الأولى: قوله تعالى: وأقم الصلاة طرفى النهار لم يختلف أحد من أهل التأويل فى أن الصلاة فى هذه الآية يراد بها الصلوات المفروضة، وخصها بالذكر لأنها ثانية الإيمان، وإليها يفزع فى النوائب، وكان النبى - صلى الله عليه وسلم - إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، وقال شيوخ الصوفية: إن المراد بهذه الآية استغراق الأوقات بالعبادة فرضا ونفلا، قال ابن العربى: وهذا ضعيف، فإن الأمر لم يتناول ذلك إلا واجبا لا نفلا، فإن الأوراد معلومة، وأوقات النوافل المرغب فيها محصورة، وما سواها من الأوقات يسترسل عليها الندب على البدل لا على العموم، وليس ذلك فى قوة بشر .
الثانية: قوله تعالى: طرفى النهار قال مجاهد: الطرف الأول، صلاة الصبح، والطرف الثانى صلاة الظهر والعصر، واختاره ابن عطية. وقيل: الطرفان الصبح والمغرب، قاله ابن عباس والحسن، وعن الحسن أيضا الطرف الثانى العصر وحده، وقاله قتادة والضحاك. وقيل: الطرفان الظهر والعصر. والزلف المغرب والعشاء والصبح، كأن هذا القائل راعى جهر القراءة.
 

تفسير الطبرى

قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وأقم الصلاة )، يا محمد، يعني: صَلِّ، (طرفى النهار)، يعنى الغداة‍َ والعشى.

واختلف أهل التأويل فى التى عُنِيت بهذه الآية من صَلوات العشيّ، بعد إجماع جميعهم على أن التى عُنيت من صَلاة الغداة، الفجرُ.
فقال بعضهم: عُنيت بذلك صلاة الظهر والعصر. قالوا: وهما من صلاة العشى.
 
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا وكيع، وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبى، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد: (أقم الصلاة طرفى النهار)، قال: الفجر، وصلاتى العشى، يعنى الظهر والعصر.
حدثنى المثنى قال، حدثنا أبو نعيم قال، حدثنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، مثله.

تفسير البغوى

قوله عز وجل: (وأقم الصلاة طرفى النهار) أى: الغداة والعشى. [ يعنى: صلاة الصبح والمغرب ] قال مجاهد: طرفا النهار صلاة [ الصبح ] والظهر والعصر. " وزلفا من الليل "، صلاة المغرب والعشاء.
وقال مقاتل: صلاة الفجر والظهر طرف، وصلاة العصر والمغرب طرف، وزلفا من الليل، يعنى: صلاة العشاء .
وقال الحسن: طرفا النهار. الصبح والعصر، وزلفا من الليل: المغرب والعشاء. وقال ابن عباس رضى الله عنهما: طرفا النهار الغداة والعشى، يعنى صلاة الصبح والمغرب.
قوله: ( وزلفا من الليل ) أى: ساعاته واحدتها زلفة. وقرأ أبو جعفر " زلفا " بضم اللام.
(إن الحسنات يذهبن السيئات) يعنى: إن الصلوات الخمس يذهبن الخطيئات .
روى أنها نزلت فى أبى اليسر قال: أتتنى امرأة تبتاع تمرا، فقلت لها: إن فى البيت تمرا أطيب منه: فدخلت معى البيت، فأهويت إليها فقبلتها، فأتيت أبا بكر رضى الله عنه فذكرت ذلك له فقال: استر على نفسك وتب، فأتيت عمر رضى الله عنه فذكرت ذلك له، فقال: استر على نفسك وتب، فلم أصبر، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال: " أخلفت غازيا فى سبيل الله فى أهله بمثل هذا؟ حتى ظن أنه من أهل النار، فأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أوحى الله إليه: ( وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل ) الآية، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألهذا خاصة أم للناس عامة ؟ قال: " بل للناس عامة".
 

تفسير الوسيط لـ طنطاوى

ثم أرشد - سبحانه - عباده المؤمنين إلى ما يعينهم على الاستقامة وعلى عدم الركون إلى الظالمين، فقال: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ، إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ، ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ.

والمراد بإقامتها الإتيان بها في أوقاتها كاملة الأركان والخشوع والإخلاص لله رب العالمين.
والمراد بالصلاة هنا: الصلاة المفروضة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة