تلك هى الحياة.. لحظات فارقة.. لا يمكن أن تضبط إيقاعها، كأن تسابق الزمن للفوز بآخر ما تبقى من أيام، أو حتى أنفاس لعزيز لديك، قبل أن يغادر فوق الأرض، فى الطريق ليوم العرض.
سمير زاهر.. الشخصية التى أقر الكل بحبها، بل تعدت كل حدود التفاهم مع رجل الانتصارات الكروية رفعته عنان السماء، لكنه لم يتغير.
زاهر.. الذى كنا نصفه بالطيب فى كل الأحوال، لم يكن يوماً إلا مبتسماً حتى فى أحلك الأزمات.
سمير زاهر.. الذى غادرنا إلى يوم الدين نموذج لصاحب صحبه، فهو ابن البلد الواثق.. فى نفس الوقت خريج «فيكتوريا كوليدج».. حيث أبناء الأمراء والسادة والقادة.
زاهر.. الذى خرج ذات يوم، رحمه الله، خلال انتخابات نيابية ليمشى فى قرى دائرته بدمياط، فى مشهد شعبى جداً، لم يستنكف الجلوس على الأرض، بنفس القبول والسعادة، حين كان يتحدث بالإنجليزية مع سفراء وقناصل دول، وشخصيات عالمية.. منهم ملوك ورؤساء، لدرجة أثناء تأكدنا وقتها أنه النموذج المتفرد لابن عبدالحميد «بك» زاهر، الذى لم ينسَ يوماً مصريته، ولا قرويته.
عاش زاهر محباً للكل.. فكان الوداع من محبيه = تلك الحالة من الذهول، «حاشى لله» بالطبع فهذه هى «الحالة» التى وعدنا بها «رب العزة».. أن الكل مغادر.
• يا حضرات.. مشهد الوداع حقيقة كان مؤثراً للغاية، لن أقول إن الدموع غالبت الكل، لكن يمكن القول.. إنها لحظات أكدت أن الفراق «صعيب جداً»، حين يكون العزيز لديك سجله معك ناصع البياض.. لتسبق الدمعة الدعاء بأن يتغمده الله برحمته الواسعة.
• يا حضرات.. سمير زاهر الذى لم ينم ليلة خلال رحلات المنتخبات، قبل أن يتأكد أن الكل فى راحة تامة، له الكثير من الشاهد التى تظهر طيبة قبله، ندعو الله أن تتضاعف فى ميزان حسناته.
زاهر.. بصحبة اللواء حرب الدهشورى، والمهندس هانى أبوريدة متعهما الله بوافر الصحة والعافية.. بادورا إلى الاهتمام بالنجوم القدامى الذين أدخلوا السعادة على قلوب المصريين فى أجيال قديمة بدءاً من الأربعينيات وحتى الستينيات والسبعينيات، تلك كانت أهم مشروعاتهم.
حقاً إنها الحقيقة الوحيدة.. «الموت»، لكن العزيز لدينا فراقه «صعيب»، لدرجة أن الكل لم يتمالك نفسه مهما كانت المساحة بينه وبين المغفور له بإذن الله سمير زاهر.
• يا حضرات.. وداع زاهر شهد حضوراً جماهيرياً أيضاً.
نعم فمن بين المشيعين تواجدت جماهير لكرة القدم.. ليس هذا وحسب إنما جاءوا وهم على قناعة أن الرجل الطيب الذى رحل يستحق الوداع حتى لو لم يترك لهم موعداً.. للقاء قادم.. اللهم إلا يوم الحشر العظيم.
صدقونى حتى الذين كان يحنوا عليهم من الجماهير المعروفة بقيادة المدرجات، وأكيد يعرفون أنه لن يعطيهم هذه المرة أجر تعبهم، لكنهم حضروا ليسددوا له فاتورة الحب.
وداعاً زاهر.. الطيب.. صاحب ضحكة الأزمات.. اللهم ارحمه واغفر له بقدر ما اسعد الملايين.
لم أستطع استيعاب نبأ الرحيل، لكننى أصررت أن أودعه بتلك الأوصاف التى يتحلى بها المصريون الطيبون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة