لم يأتى تقرير جهاز الاستخبارات الألمانى حول خطورة نشاط الإخوان فى أوروبا واعتبار هذا التنظيم أخطر من داعش والقاعدة، وكذلك قرار البرلمان النمساوى بحظر شعارات الإخوان من فراغ ، وإنما هناك اتجاه فى القارة الأوربية ، لمحاصرة نشاط الجماعة ، التى بدأ الجميع ينتبه الى مدى ارتباطها بالإرهاب ، ولعل العمليات الإرهابية الأخيرة التى شهدتها أوروبا خلال الفترة الماضية، وثبوت علاقة التنظيم الإخوانى بالجماعات التى أعلنت مسؤولياتها عن التنفيذ ، كان أحد أبرز الدوافع لألمانيا والنمسا لمراجعة مواقفها تجاه الإخوان، وهو نفس المسار الذى تدرسه بعض الدول الأوربية ، و فى هذا السياق أكد النائب محمد الغول، عضو مجلس النواب، أن الدول الأوروبية ، بدأت تفطن لخطوة نشاط الإخوان داخل أراضيها ، خاصة مع حدوث بعض العمليات الإرهابية فى هذا الدول ، وتوقع الغول ، فى تصريحات خاصة لـ اليوم السابع " ، أن تتخذ برلمانات دول أوروبا قرارات قاسية ضد جماعة الإخوان خلال الفترة المقبلة.
ومن جانبه أكد النائب رياض عبد الستار، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، أن موافقة برلمان النمسا على تعديل قانون الرموز الذى يمنع استخدام شعارات ورموز المجموعات والمنظمات المتطرفة، هى خطوه هامه في طريق القضاء على جماعات وتنظيمات الإرهاب ومن يمولها عالميا ، خاصة مع الكشف عن علاقة جماعة الإخوان ، مع التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش ، وإن الجماعة هى الحاضنة الرئيسية لهذه التنظيمات .
فيما قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، إن أوروبا بصفة عامة والنمسا بصفة خاصة ، تراقب نشاط الجماعات الإسلامية خاصة أنها تعترف بالدين الاسلامى ، لكن للأسف الشديد إن بعض المسلمين لا يحسنوا الاستفادة من هذا الاعتراف ، مؤكدا لـ"اليوم السابع"، إن السلطات فى النمسا رصدت العديد من الأنشطة لجماعة الاخوان .
وأوضح المنشاوى ، أن الإخوان يتسللون إلى أوروبا من خلال إنشاء الجمعيات الاجتماعية ذات النشاط الخدمي للجالية الإسلامية ويحاولون من خلالها استقطاب الأفراد خاصة المبتعثين لهذه البلاد أو أصحاب الأصول العربية الحاصلين على الجنسية النمساوية ، لتنفيذ مخططات الجماعة فى المحافل العامة ، وهو السيناريو الذى طبقه تنظيم الإخوان فى الفترات السابقة ولكن الدول الأوربية بدأت تنتبه له .
ومن جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن قرار البرلمان النمساوى هو حظر شارة رابعة فقط ، وهذا لا يتناسب مع التحديات ومع خطورة الاخوان في النمسا وأوروبا عموما ، مضيفا فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن المناسب لهذا التحدى هو حظر الجماعة ، والتعامل معها كتنظيم ارهابي، لكن في المجمل هي خطوة على الطريق لحظر نشاط الإخوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة