"أول أدب من الآداب هو الحصول على اللقمة الحلال".. رغم أن كتاب "رسالة آداب السفرة" الذى كتبه ركن الدين علاء الدولة السمنانى المتوفى 736 هجرية، ينقل ثقافة فى القرن الثامن الهجرى، إلا أنه تعاليمه لا تزال مناسبة لأيامنا هذه.
الكتاب ترجمه عن الفارسية وحققه ودرسه الدكتور شعبان ربيع طرطور، وراجع الترجمة الدكتور طلعت أبو فرحة، وصدر عن سلسلة التراث الحضارى بالهيئة المصرية العامة للكتاب.
قسم السمنانى رسالته إلى ستة وسبعين نصيحة مختصرة لكنها مفيدة، وهى فى آداب الأكل والشرب على طريقة الصوفية، ويمكننا أن نقسمها ثلاثة أقسام، قبل الأكل، أثناء الأكل، بعد الأكل.
فقبل الأكل يجب الوضوء أثناء إعداد الطعام، والاهتمام بأن يكون للضيوف نصيب منه، كما يجب أن يكون مصدر هذا الأكل حلالا، ولا يكون فيه شبهة.
أما أثناء الأكل، فهو الحرص على أن يكون فوق السفرة على الأرض، والبدء والانتهاء بالملح، والأكل من الأمام وعدم النظر فى لقمة الآخرين، ومضغ الطعام جيدا فى الجانب الأيمن من الفم، والتسمية والحمدلة، ومعاتبة النفس أثناء الأكل حتى تنكسر شراهتها، والجلوس على الركبتين، رافعا اركبة اليمنى، والتظاهر بالأكل ما دام الأصدقاء يأكلون، ولا يشرب أثناء الأكل إلا إذا اضطر إلى ذلك، فليتنازل قدح الماء بالأصابع النظيفة حتى لا يلوثه، ولا يجور على أصدقائه فى الأكل.
أما بعد الانتهاء من الطعام، فيجب جمع فتات الخبز أولا، ثم تطوى السفرة، ويوزع الخلال لتنظيف بين الأسنان ثم غسل الأيدى بالماء والصابون، وعدم المضمضمة والبصق فى الطست أمام الناس، بل فى غفلة عنهم، ثم تجفيف اليدين بالمنشفة، ثم يقوم الخادم بطى السفرة، ورفعها من أمام صاحبها، ثم يأتى دور الساقى الذى يدور بالقدح ثلاث رشفات ثم يقول الحمد لله، وعدم إعادة ما ارتشفه ثانية إلى القدح.
والكتاب تناول آداب الأكل فى القرآن الكريم، وآداب الأكل فى الأحاديث النبوية الشريفة، آداب الأكل فى كتابات الفلاسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة