"إن التقاء أوروبا مع العالم الإسلامى قد أثار فى الفترة الأخيرة جدلا حادا، وخلق حالة من البلبلة والاضطراب" هذه هى الزاوية التى ينطلق منها كتاب "أوروبا فى مواجهة العالم الإسلامى" تأليف أنا مارى شمل، ترجمه من اللغة الألمانية محمد نبيل خلف، وصدر عن دار السيد.
الكتاب يرى أن الخلط الكبير بين الإسلام بوصفه دينا، وبين الجماعات التى توصف بالمتطرفة والتى يثير نموها وتطرفها بالضرورة يثير أقصى مشاعر القلق والتوجس فى العالم الغربي، ولمواجهة مثل هذه الحالة يجدر بنا أن نفتح عيوننا لننظر بوعى وتفهم وإدراك إلى القيم الحضارية للإسلام، لعل ذلك يساعدنا فى إدراك حقيقة التأثير الكبير الذى أحدثه الإسلام فى حضارتنا الغربية، ولعلنا نتذكر أيضا التأثير المستمر لأفكار الفلسفة والتصوف الإسلاميين على الدين المسيحى منذ القرون الوسطى.
إن كتاب أوروبا والشرق الإسلامى يلقى الضوء على تطور العلاقات الثقافية والحضارية القديمة المستمرة بين الشرق والغرب.
وربما تكون هناك طريقة أسهل وأقل مشقة، وسيتمكن الأوروبيون، إن هم ساروا عليها، أن يقتربوا من الإسلام أكثر.
وهذه الطريقة هى طريقة الفن: فمن منا يستطيع أن يقاوم مشاعر الانجذاب لسحر ولعظمة بناء مسجد إسلامي، وما يحتويه من منظومة نقوش وزخارف عربية رائعة (الأرابيسك)؟
إن المرء وهو يشاهد بدائع الفن الهندسى الزخرفى الإسلامى فى المسجد، يخيل إليه وكأنه يطالع صفحات سفر أدبى فنى كلاسيكى زاخر بألوان التعبير والإبداع الفنى الإسلامي، وسيكون هذا حافزا مهما لنا كى نتعامل بشغف مع هذا الموضوع الآسر والمشوق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة