إذا أردنا تفسير ما وصل إليه منتخبنا فيجب أن نعى جيدا أن كوبر، المدير الفنى المصنف ولو كره أصحاب المعاشات الكروية، بدأ مشوار إعادة منتخبنا للحياة من أول السطر.
أول السطر يعنى أن الرجل درس الكرة المصرية جيدا، ورأى أنه لا يعيش لنا مدافعين.
ببساطة تشعر أن الضربات الثابتة وتحديدا من الأجناب كأنها ضربات جزاء.. استر يارب.
أكيد، ولمن لا يعرف بحكم عدم معايشة اللعبة وناسها ومطابخها، فإن أى مدير فنى كفء لن يخرج ليذيع أسرار فريقه.
المقصود هنا أن الرجل لم يكن ليصف منتخبا يديره بالفريق الذى يحتاج إعادة بناء هيكلى فى كل شىء.
البداية كانت مع ضبط زوايا المدافعين، ثم التعامل مع آليات الدفاع، سواء دفاع المنطقة، ورقابة رجل لرجل، وما إلى غير ذلك!
هذا صعب على كوبر «فضح» نواقص المنتخب المصرى يا سادة.. ما شاهدناه من أداء خلال المباريات الرسمية للمنتخب أظهر جليا ما يقوم به الجهاز من تحسين فى النواحى الدفاعية فى خط الدفاع، ثم التواصل مع مدافعى الوسط، وهى الخطوة التالية!
ربما هذا ما دفع كوبر لعدم اللعب مع الكبار خلال الوديات، فهو يعى تماما أن فريقه يحتاج لحصص تدريبية، أكثر منه إلى منافسات قوية.. قد تحبط نجوما فى حالة تحول فنى!
• يا سادة.. الواضح من الأداء الفرعونى الآن.. أن دفاعات المصريين لا يمكن « الضحك « عليها بسهولة، بل أصبح الشكل الدفاعى منظما بنسبة 95% فيرد الدفاع الهجمات، وأحيانا يمكن اعتماد اللعبة الأولى كبداية لهجمة، بعدما كان أقصى الطموح هو التشتيت حتى لا نفاجأ بخطورة.. هات يا صبر إلى أن نبدأ هجمة وحيدة كل 20 : 30 دقيقة.
• يا سادة.. حقيقة، هذا الترابط الدفاعى أخذ وقتا، لكن النتيجة تؤكد أن هذا الوقت لم يهدر!
طيب إذا كان لاعبو المنتخب فى المباراة الأولى، لم يتمكنوا من إخراج كل ما لديهم.. فلماذا لم يحدث هذا فى المباراة الثانية!
الإجابة بسيطة!
• يا سادة.. أولا: المباراة الأولى تعنى اختبارا مرعبا، لأن هناك جماهير متعطشة لعودة انتصارات غابت طويلا، بينما لاعبونا يعرفون جيدا أنهم تحت التجهيز الخططى!
ثانيا: الخوف من هزيمة مؤلمة تأتى على كل الآمال والطموح.
ثالثا: محترفون يتابعون العالم الافتراضى «فيس بوك وخلافه».. ويرون كيف تتعلق بهم الآمال.. فلن يستطيعوا إبداعا!
• يا سادة.. سيبكم من الملعب فهو على الفريقين، لكنه أثر كثيرا على الأداء الأرضى نوعا ما!
علشان كده.. تعالت الأصوات ولمعت الآمال فى المباراة الثانية رغم الخوف من المجهول الأوغندى!
هنا يجب أن نؤكد أن كل الأسباب كانت قد تجمعت فى يدى كوبر..وعرف بكل تأكيد أنه ضحية لبعض الوقت بشأن سرد ضرورة وجود نجوم، وإبعاد آخرين!
• يا سادة.. حين أدرك كوبر أن هناك لاعبين لا يمكنهم أن يعطوا أكثر مما يقدمون فى تقسيمة الفريق.. بدأ يفكر فى تحديث جديد بعدما اطمأن على الحالة الدفاعية!
بالمناسبة ليس كل ما عرفه كوبر يمكنه الحديث عنه، بالإضافة إلى أن هناك من الأسرار التى يجب الحفاظ عليها خشية تكسير «بيت المنتخب»!
• يا سادة.. أيقن كوبر أن هناك لاعبين لايزالون «قصر» فكريا.. يعنى يغضب من لا يلعب، يتكاسل من يعرف أنه احتياطى استراتيجى.. وكذا!
الأكثر أهمية أن كوبر سحب الكثير من المساحات التى كان قد تركها للغير، وبات نظام العمل يعتمد على توزيع المهام فقط، ثم جمع «غلة العمل»، لتوضع أمامه!
• يا سادة.. ما يهمنا الآن أن الرجل..استعاض عن الاهتمام بالدفاع أولا.. باستراتيجية بدأت فى النصف الثانى من الشوط الثانى للقاء الثانى أمام أوغندا!
بعدما تأكد كوبر من الهضم الدفاعى.. طور الأداء وذهب فى اتجاه مرمى المنافس بتغييرات تشبه القنابل الاسترشادية.. حتى يتمكن من القفز على حاجز الصمت التهديفى.. وقد كان!
• ياسادة.. أتصور أن الأداء المصرى الهجومى سيتحسن وأن التشكيل أمام غانا، بغض النظر عن الأسماء، سيكون له تكليفات مختلفة.. وتحديدا فى شأن الاهتمام بتنويع الهجمات والمحافظة على الكرة بأداء بعيد عن الخوف بمسافة جيدة.
الخطورة.. كانت أننا نخرج من مولد الجابون بلا حمص.. والحمص هو أداء يجعلنا نستبشر خيرا.. الآن يظهر أن فيه حمص فى مولد الفراعنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة