صدر ضمن سلسلة أوراق التى تصدر عن وحدة الدراسات المستقبلية فى مكتبة الإسكندرية دراسة للباحث باسم راشد تحت عنوان "المصالح المتقاربة.. دور عالمى جديد لروسيا فى الربيع العربى".
يبدو أن التطورات المتسارعة فى العالم تعيد رسم خرائط العلاقات بين روسيا ومنطقة الشرق الأوسط، فلم يكن التاريخ أبداً مجرد مراحل انتهت وطويت صفحاتها، لكنه يعود بقوة ليعيد نفسه ليقدر لدولة كبيرة مثل روسيا أن تعود لممارسة دورها المعتاد كأحد القوى الدولية ذات الثقل فى النظام الدولى، حيث باتت أحد العناصر الأساسية المشكلة لهذا النظام، وبرغم الخسائر التى قد أوقعت بها، فإنها كسبت استعادة قوية لمعظم الدور المفقود والمُفتقد فى ذلك النظام الدولى الذى لم يعد يطيق قوة واحدة تهيمن على مجرياته، وقد وقعت منطقة "الشرق الأوسط" بما فيها من تطورات فى القلب من هذا الدور.
ففى ليلة وضحاها وجدت روسيا نفسها أمام تحولات جوهرية تحدث فى البلدان التى تعتبرها سوقاً إستراتيجية لصناعاتها العسكرية، وهنا يجب عليها تحدد لها مساراً جديداً للتعامل مع تبعات الثورة العربية فى الشرق الأوسط، التى ستخلق أنظمة حكم عربية جديدة تختلف أولوياتها عن الأنظمة السابقة، و هو ما قد يهدد طبيعة العلاقات التى تربط روسيا بالمنطقة ككل، و من المحتمل إذا لم تُحسن التصرف و يكون أكثر حكمة، أن تُدفع روسيا خارج المنطقة سواء بمساعدة الأنظمة الناشئة فى دول الربيع العربى تاره، أو بالتدخل الخارجى تاره أخرى.
لهذا قسم الباحث راشد دراسته إلى عدة عناصر أساسية، أولها استعراض تاريخ العلاقات بين روسيا ومنطقة الشرق الأوسط، استناداً إلى أن التاريخ يساهم فى تفسير ما يحدث فى الحاضر، ثم التطرق إلى موقع روسيا من التحول الحادث فى هيكل النظام الدولى ومدى تأثير ذلك على منطقة الشرق الأوسط، بعدها نعرض الموقف الروسى من رياح التغيير الديمقراطى التى عصفت بدول الربيع العربى على خلفية المصالح الروسية فى المنطقة، وصولاً إلى تحديد مستقبل الدور الروسى فى ظل معطيات الوضع الحالى فى دول الربيع العربى من ناحية، و التغيرات الحادثة فى النظام الدولى ككل و مدى تأثير ذلك على إعادة تشكيل العلاقات فى منطقة الشرق الأوسط من ناحية أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة