د.خالد عمارة يكتب: علاقة الكورتيزون بأمراض العظام

الكورتيزون دواء يستعمل كمضاد للالتهابات ويمكن استعماله فى صورة أقراص أو حقن وريد أو عضل أو حقن موضعية فى مكان محدد من الجسم، وهو من الأدوية الفعالة فى منع الالتهاب ولذلك يتم استعماله بكثرة فى الأمراض التى يكون الالتهاب هو المحور الأساسى الذى يتسبب فى الضرر مثل أمراض الروماتويد والذئبة الحمراء وبعض الالتهابات الحادة التى قد تؤثر على الدورة الدموية أو فى الرعاية المركزة.

لكن الكورتيزون له أعراض جانبية كثيرة جدا منها ما هو مرتبط بالاستعمال لفترات طويلة مثل ضعف المناعة وزيادة الوزن والإصابة بمرض السكر وهشاشة العظام، ومنها أمراض قد تحدث بسبب جرعة واحدة فقط أو لا تحدث مطلقا أو تحدث بعد العديد من الجرعات مثل قصور الدورة الدموية بعظمة الفخذ وتهتك الأوتار.

وأغلب هذه المضاعفات يكون سببها أن الكورتيزون يمنع الالتهاب، فى حين أن الالتهاب هو وسيلة طبيعية لجسم الإنسان يستعملها جهاز المناعة للدفاع عن الجسم ضد الميكروبات والأمراض والالتهاب أيضا هو الخطوة الأولى فى أى عملية التئام مثل التئام الأنسجة بعد الجراحة أو التئام الجروح أو بناء أنسجة جديدة لتحل محل الأنسجة القديمة وهى عملية طبيعية تحدث فى أنسجة الإنسان تسمى عملية الأيض، وتعطيل هذه العملية يسبب انهيار الأنسجة.

واستعمال الكورتيزون فى أمراض العظام ممكن تحت إشراف طبيب الأمراض الروماتيزمية لعلاج أمراض المناعة مثل الروماتويد وغيره وهذا تخصص يتفرع من الباطنة العامة وليس من جراحة العظام، والبعض يستعمل الكورتيزون لعلاج الألم الناتج عن التهاب المفاصل فى الخشونة وألم الركبة وهذا يتسبب فى تحسن كبير فى الأعراض لفترة مؤقتة لكن بعدها تعود الأعراض بصورة أشد وأسوأ من قبل.

من استعمالات الكورتيزون الموضعى: ألم الركبة والتهاب أوتار الكتف أو الكوع، وللأسف هذا يمكن أن يساعد على تحسن ظاهرى مؤقت، لكن كما أوضحنا فإنه يمنع التئام وتكوين أنسجة جديدة سليمة مما يؤدى إلى تدهور الحالة على المدى الطويل، فضلاً عن احتمال حدوث الأعراض الجانبية الأخرى.

ولذلك ففى حالات الخشونة المتقدمة يكون العلاج الجراحى أفضل بكثير من المغامرة باستعمال الكورتيزون، لأن الكورتيزون تأثيره المؤقت ومضاعفاته الغير متوقعة تجعل ضرره أكثر من نفعه، وفى حالة استعمال الكورتيزون يجب استعماله تحت إشراف الطبيب وعدم تكرار الجرعات إلا تحت إشراف الطبيب ومتابعته.