عمرو جاد

شاهد قبل الحذف

الجمعة، 04 يوليو 2014 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شىء مقلق حقا عندما يحاول بعض أبناء التيارات المنتسبة للمذهب السنى، أن يمنحوا منظمة مثل داعش بعضا من التعاطف لمجرد أنها تقتل المخالفين للمسلمين السنة فى المذهب، هؤلاء يستدعون إرثا قديما مستمرا من البغضاء بين المذهبين والتلاسن والتهارش الذى وصل فى بعض مراحله إلى التصفية الجسدية الصريحة، ليمنحوا متطرفى داعش غطاء شرعيا بمبررات وهمية، بعض أصوات التأييد تأتى مباشرة وخافتة هنا وهناك ممن ينتشرون على مواقع التواصل والمنتديات يتبجحون بأنهم الوحيدون القادرون على فهم الواقع، فيشعلون صدور المتحمسين دينيا والمعقدين دنيويا، ويبعثون فيهم الأمل بأن ما يحدث من إرهاب وسفك ممنهج للدماء فى العراق هو بداية تحرر الدين الإسلامى من حصار المؤامرة ويعود صوته عاليا خفاقا رغم كيد الكائدين.

فى اعتقادى لا شىء أضر بالإسلام أكثر من المتاجرين به، وهؤلاء لا يستسلمون للهزائم التى يتعرضون لها على أيدى العلماء المتمرسين أو الفقهاء المتنورين، فبضاعة المتاجرين للأسف هى الأكثر رواجا والأعلى تأثيرا والأقرب لقلوب المستضعفين، هدفهم الأكبر أن يظل شعور الاضطهاد والظلم والتعسف ضد هذا الدين وأبنائه، مستيقظا ومستعرا كالنار تحت الرماد، ولا يهم إذا كان هذا الشعور منافيا للواقع أم مناسبا له، لا أحد ينكر أن الصورة الذهنية للإسلام والمسلمين تعرضت لكثير من التشويه وأخفيت بعض الحقائق قسرا أو سهوا أو جهلا لكى يبدو أنه دين رجعى وأتباعه متخلفون، الآن فى عصر لا يعرف الأسرار يكون من السهل دحض تلك المزاعم، لا يحتاج الأمر إذن لكى نضلل الناس وندلس عليهم لتظل قضية الاضطهاد مستيقظة فى قلوبهم.

هذا التدليس، لم يعد كما فى الماضى تذهب إليه حينما تريد شحنة من الحماس، فتختار خطيبا حماسيا مفوها تذهب إليه، أنت الآن محاصر من كل جهة، قنوات غامضة التمويل، فيديوهات مجهولة المصدر، روابط على الفيس بوك تحمل اسم «خطييييييييييييييييير» هكذا يكتبونها، وتجد عنوان الفيديو كالتالى: «شاهد قبل الحذف.. مذابح الشيعة الراوفض فى حق سنة المسلمين بالعراق» أو «رافضى يذبح مسلما رفض سب أبوبكر».. وكثير من تلك العناوين التى تستفز إيمانك، وتثير فيك حمية الدفاع عن إخوانك المستضعفين، قل لى وربك ألن تتعاطف حينها مع أى شخص يقولون لك إنه يقتل الشيعة فى العراق، حتى ولو كان هذا الشخص سيكفرك أنت شخصيا إذا خالفته فى الرأى، أو اعترضت طريقه.

عموما، ليست قضيتنا حقيقة الخلاف بين الشيعة والسنة، لكن الذى أخشاه هذه المقاربة الخبيثة بين دعوة التعاطف مع إرهاب «داعش» من جانب وتأييد اعتداءات المتطرفين فى مصر من جانب آخر، فالمؤيدون لتلك الاعتداءات يتخذون مما يحدث فى العراق مدخلا لجر الناس إلى التعاطف مع متطرفى مصر، فهناك يقاتلون جيش المالكى القائم على المحاصصة والمجامل للشيعة على حساب المسلمين، وهنا يقوم أبناء المعذبين من التيار الإسلامى وثكالى رابعة والمشتاقون لعودة مرسى، بزرع القنابل وتفخيخ السيارات انتقاما من مغتصبى الشرعية، هذا ما يتصورونه وما يريدون للناس أن يصدقوه، وينشرون محترفى التضليل على الإنترنت، فقط ليظل فقه المظلومية قائما وبذرة الأمل نابتة فى أنه سيأتى يوم على ربائب الإخوان ليزحفوا على أعدائهم فيرهبوا عدو الله وعدوهم كما تفعل «داعش».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة