د. محمد شومان

أساليب إخوانية فى مواجهة 0 3 يونيو

الأحد، 23 يونيو 2013 06:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس لدى الإخوان إستراتيجية أو رؤية واضحة لمواجهة «تمرد»، أو مظاهرات واعتصامات 30 يونيو، فمواقفهم متناقضة، تجمع بين الخوف والعناد، ولا تتعامل تصريحات شيوخ مكتب الإرشاد مع الحقائق على الأرض، إنما تعيش فى الماضى، وتفكر بالأمنيات والأوهام. فإذا أضفنا إلى كل ذلك نقص الكفاءة، وقلة الخبرة، فإن الوسائل التى استخدموها حتى الآن تبدو فقيرة، وبائسة، وغير أخلاقية.
الوسيلة الأولى: ادعاء أن 30 يونيو سيكون يوما عاديا، سيمر مثل كل الأيام التى نظم فيها شباب الثورة والمعارضة مظاهرات ومسيرات ضمت عشرات الآلاف، أى أن الملايين لن تخرج، ولن تحدث ضغوط على الرئيس، أو الحكومة على غرار 25 يناير.. الوسيلة الإخوانية الثانية: تخويف المواطنين لمنعهم من المشاركة فى 30 يونيو، من خلال إطلاق أكاذيب وشائعات تؤكد أن المظاهرات ستؤدى إلى العنف، وحروب شوارع بين بلطجية الفلول، وشباب القوى الإسلامية التى ستدافع عن الاتحادية، ومنشآت الدولة ضد محاولات التخريب، واحتلال مفاصل الدولة. طبعا أكاذيب الإخوان المدعومة بتهديدات الجماعات الجهادية لا تستهدف فقط نشر الخوف والفزع بين الناس، إنما أيضا تهديد شباب الثورة بالضرب، وربما القتل إذا حاولوا الاعتصام السلمى أمام الاتحادية، أو مقرات الحرية والعدالة، وجماعة الإخوان.
والوسيلة الثالثة هى الربط الخاطئ بين المشاركة فى مظاهرات 30 يونيو، والخروج على الحاكم، وتأثيم هذا الفعل، وتكفير المشاركين فيه، تحت دعوى أن المظاهرات ستقود إلى الفوضى، وتخريب البلاد، والإضرار بمصالح العباد. وهذا المنطق غريب عن فكر وسلوكيات الإخوان أيام أن كانوا فى المعارضة، كما أن الأزهر فضح هذا المنطق المغلوط، لأن المعارضة السلمية حق من حقوق المسلم. والوسيلة الرابعة هى الاستقواء بواشنطن.. فى هذه الإطار هناك تصريحات ومحطات مهمة، منها تأكيد السفيرة الأمريكية احترام بلادها لنتائج الصندوق، وبالتالى شرعية مرسى، ومنحه مزيدا من الوقت، لأن سنة واحدة لا تكفى، كما أكدت رفض تدخل الجيش فى السياسة، ما يعنى تحذير المعارضة من خيار التغيير الثورى، ورفض خيار الانقلاب العسكرى. فى المقابل تغير موقف الرئاسة من الأزمة السورية، وأعلن مرسى دخول مصر كلاعب رئيسى فى تنفيذ الرؤية الأمريكية للصراع فى المنطقة بين السنة والشيعة.
الوسيلة الخامسة: الربط الزائف بين استمرار مرسى فى الحكم، والاستقرار واستمرار المشروع الإسلامى، وتطبيق الشريعة الإسلامية. وهنا لابد أن نلاحظ أن مرسى وجماعته يستعيران الفكرة من مقولة مبارك: أنا أو الفوضى!، لكنهما نسيا أن مرسى لم يحقق الاستقرار خلال سنة كاملة، بل نشر الانقسام والفوضى فى المجتمع، كما لم يسعَ خلال عام كامل لتطبيق الشريعة، أو تحديد ملامح ما يسمى المشروع الإسلامى.
الوسيلة السادسة: الاستعراض بحشود إخوانية فى الصالة المغطاة، وفى رابعة العدوية، فيما عرف بمليونية «لا للعنف»، وهى لم تكن مليونية، فالأعداد التى شاركت لا تزيد على ثلث مليون، رغم أن الجماعة حشدت لها من كل المحافظات. والمفارقة أنها لم تكن ضد العنف، بل كانت رسالة تخويف وتهديد بقوة التيار الإسلامى وقدرته وخبرته على ممارسة العنف، حيث رفعت شعارات وتأويلات لتبرير قتل المعارضين، وتكفى هنا الإشارة إلى ما أعلنه إرهابى جهادى: قتلانا فى الجنة، وقتلاهم فى النار! .. كل أساليب الإخوان السابقة تعود إلى كارثة الاستقطاب فى المجتمع والاقتتال الأهلى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة