عندما خرج الشعب المصرى فى 25 يناير لينتفض ضد جلاديه من زبانية نظام المخلوع مبارك، كان يظن أن بسقوطه سوف يحل العدل والسلم الاجتماعى فى البلاد، ويختفى كل وسائل التعذيب داخل السجون وأقسام الشرطة، جميعنا اعتقدنا أنه لن يهان مواطن مصرى واحد، وانعصر الفساد والإفساد ذهب بلا عودة ولن يعود وإن مشهد تعذيب وقتل خالد سعيد التى جرت أحداثها فى عهد مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى ستختفى نهائيا بعد خلع مبارك وسقوط نظامه. هذا ما كنا نظنه جميعا، ولكن خابت كل الظنون خاصة بعد وصول الرئيس الإخوانى محمد مرسى لكرسى الحكم حيث عادت سلخانات الشرطة، فتم سحل وقتل وتعذيب المواطن المصرى داخل الأقسام وخارجها خاصة بعد زيادة الرفض الشعبى لحكم الإخوان ومرسى بعد الإعلان الأسود والدستور الإخوانى المشبوه وعدنا نقرأ أخبارا من نوعية تعذيب وسحل وقتل مواطنين على يد الأجهزة الأمنية فى عهد مرسى. ومن أوراق التعذيب ومحاولات الانتحار فى عهد مرسى نختار ثلاثة منهم أولهم حالة تعذيب جرت فصولها فى قسم شرطة سنورس بالفيوم عندما احتجز رئيس مباحث، أحد المواطنين داخل مكتبه دون وجه حق، وتعرضه للتعذيب، والذى عثرت النيابة عليه مقيدا فى كرسى. القصة الثانية هى سحل مواطن فى بورسعيد على يد عدد من أفراد الأمن بمديرية أمن بورسعيد، حيث قاموا بسحل «شاب» وضربه فى محيط محكمة بورسعيد، بعد تعرضه لبعض الإشارات المسيئة من أحد أفراد الأمن المتواجدين أمام محكمة بورسعيد، مما أثار غضب الشاب الذى رد عليهم بإشارات مماثلة، على أثرها قامت مجموعة من أفراد الشرطة بسحل المواطن وضربه أمام أعين الناس فى محيط محكمة بورسعيد. أما القصة الثالثة فهى محاولة انتحار جرت فصولها أمام دار القضاء العالى عندما هدد أحد المواطنين بالانتحار أعلى سطح دار القضاء العالى،، والإضراب عن الطعام، بسبب عدم إحالة المهندس أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطنى المنحل والدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق للمحاكمة الجنائية فى قضايا الفساد التى يتهمهم فيها. القصص الثلاث ربما تكون مختلفة الأهداف، ولكن العامل المشترك بينها، أنها جرت فصولها فى عهد حكم الإخوان الذين اعتقدنا جميعا أننا اصبحنا بنى آدمين، وأن العدل سيكون رايتنا وشعارنا، ولم نكن نتوقع أن تظل ظواهر الفساد والإفساد والتعذيب والسحل هى شعار حكم الدكتور محمد مرسى المرشح الذى صدعنا اتباعه ليلا ونهار بأنه سيعيد عصر عمر ابن الخطاب ويملأ الدنيا عدلا وهو ما لم يحدث حتى الآن.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة