تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية، إلى أنه لم يتم أى حالات إصابة بمرض "النوم"، خارج 57 دولة معروفة بأن لها تاريخ طويل مع المرض، من بينها 36 دولة أفريقية بمنطقة جنوب الصحراء الكبرى، بالإضافة إلى 21 دولة فى أمريكا الجنوبية.
والاسم العلمى لمرض النوم هو "داء المثقبيات الأفريقى البشرى"، حيث إن هناك نوعا آخر يصيب الحيوانات البرية والداجنة، وهو من الأمراض الطفيلية التى تنتقل عبر ذبابة تسمى "تسى تسى"، قد تكتسب العدوى من مصابين آخرين، أو من حيوانات تحمل الطفيليات البشرية المسببة للمرض.
وفيما تنتشر ذبابة "تسى تسى" فى العديد من الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، إلا أن فصائل معينة منها يمكنها نقل المرض، وغالباً ما يكون سكان المناطق الريفية، الذين يعتمدون على الزراعة، أو تربية الحيوانات، أو صيد الأسماك، هم الأكثر تعرضاً للإصابة بالمرض.
ويتخذ المرض شكلين أساسيين بحسب الطفيل المسبب له، بحسب منظمة الصحة العالمية، أولهما يُسمى بـ"داء المثقبية البروسية الغامبية"، وينتشر هذا النوع فى غرب ووسط أفريقيا، ويؤدى إلى الإصابة بعدوى مزمنة، وهو يمثّل أكثر من 95 فى المائة من مجموع حالات مرض النوم المسجلة لدى المنظمة.
وتكمن خطورة هذا النوع فى أنه يمكن أن يصيب المرء لمدة شهور، أو حتى أعوام بأكملها، دون أن تظهر عليه علامات أو أعراض مرضية، وعندما تبدأ الأعراض فى الظهور، يكون المريض غالباً فى مرحلة متقدمة من المرض، تتسم بإصابة الجهاز العصبى المركزى.
أما الشكل الثانى، يُسمى "داء المثقبية البروسية الروديسية"، وينتشر بشرق وجنوب أفريقيا، ويتسبب فى الإصابة بعدوى حادة، وهو يمثل أقل من 5 فى المائة من مجموع الحالات المبلغ عنها، وعادةً ما تزهر أعراضه بعد مضى بضعة أسابيع أو أشهر على الإصابة بالعدوى، ولكنه يتطور سريعاً، ويطال الجهاز العصبى المركزى.
كما أن هناك شكل آخر من داء المثقبيات، يحدث أساساً فى 21 بلداً بأمريكا الجنوبية، ويُعرف ذلك الشكل باسم "داء المثقبيات الأمريكى"، أو "داء شاغاس"، ويختلف نوع الكائن المسبب لهذا المرض، عن أنواع الكائنات التى تسبب الشكل الأفريقى للمرض.
وتفيد المنظمة العالمية بأن جهود مكافحة المرض، على مدار العقود الماضية، نجحت لأول مرة فى تقليص عدد المصابين إلى أقل من عشرة آلاف حالة، وذلك خلال عام 2009، الذى سجل 9878 حالة، تراجعت فى العام التالى 2010 إلى 1239 حالة، فيما يُقدر عدد حالات الإصابة الفعلية، فى الوقت الراهن، بنحو 30 ألف حالة.
وتنفرد جمهورية الكونغو الديمقراطية وحدها بأن لديها أكثر من 70 فى المائة من حالات الإصابة المبلغ عنها، خلال السنوات العشر الأخيرة، بأكثر من 500 حالة سنوياً، فيما أعلنت كل من أنجولا وأفريقيا الوسطى وتشاد والسودان وأوغندا، عن تسجيل من 100 إلى 500 إصابة جديدة كل عام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة