عمارة تيرينج.. أول مبنى يحتوى على مصعد كهربائى فى القاهرة

الجمعة، 12 سبتمبر 2025 08:00 ص
عمارة تيرينج.. أول مبنى يحتوى على مصعد كهربائى فى القاهرة

كتبت بسنت جميل

أطلق الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، مبادرة بعنوان "إنتو أصل الحكاية"، وهى مبادرة تهدف إلى تقديم "تفصيلة فى صورة" تعرض أسبوعيًا، حيث يتم نشر صور لمبانٍ تراثية من قلب مصر، مع سرد قصتها واسترجاع لحظة من لحظات الزمن الجميل، ليصبح الحنين وعيًا، ويتحول الوعي إلى التزام.

وفى إطار المبادرة، شارك الجهاز القومي للتنسيق الحضاري عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك" صورة تيرينج، إحدى أشهر عمارات في قلب ميدان العتبة الخضراء بالقاهرة.

540460470_1089163410068534_1020095304014878238_n
عمارة تيرينج 

عمارة تيرينج

تمثل العمارة تحفة معمارية فريد، أو كما يعرفها الكثيرون باسم عمارة عمر أفندي.

يرتفع المبني أمامك أرضي وخمسة طوابق، تعلوها كرة ضخمة تحيط بها أربعة تماثيل، مشهد يثير الدهشة ويجعلك تدرك أن هذه العمارة ليست كأي مبنى آخر.

رحلة العمارة تحكي تاريخ من الازدهار ثم الاستعمار ثم الازدهار ثم التأميم، رحلتها تبدأ في منتصف القرن التاسع عشر، حين أوكل التاجر فيكتور تيرينج بناء أول فرع بالقاهره من سلسلة متاجره العالمية التي يمتلكها بالنمسا إلي المهندس التشيكي النمساوي أوسكار هورويتز، الذي درس العمارة في النمسا، ليشرف على بناء هذا الصرح التجاري بقياده المقاول العام ليون رولين فيلز بين عامي 1910 -1912.

العمارة من تصميم هورويتز

جسد التصميم رؤية هورويتز في دمج الطابع الأوروبي الحديث مع اللمسة المحلية تمامًا كما فعل في فيلا إبراهيم باشا.
مع كل خطوة تقترب فيها من المدخل، تشعر بعراقة الطراز المعماري والاهتمام بالتفاصيل، من التماثيل على القمة، إلى التكرار الهندسي للشبابيك، والزخارف التي تزين الواجهات، كل عنصر يحكي حكاية عن زمن ازدهرت فيه القاهرة بالمعمار الحديث والروح الأوروبية حيث الطراز المعماري من عصرالباروك الفرنسي مع خليط عجيب من الارت ديكو وارت نوفو والطراز الفيكتوري وزخارف الركوكو.

بها مصعد كهربائى

تعد عمارة تيرنج أول مبني احتوى على مصعد كهربائي فى القاهرة حيث ركبت المصاعد من 1910 وحتى 1912 لخدمة الزوار بين الطوابق المتعددة  باعتبارة أحدث وافخم  (Department store).

مع بداية الحرب العالمية الأولى، صادرت السلطات البريطانية الممتلكات التي تعود للأجانب الأعداء، ومن ضمنها المبنى، وفي عام  1920تم تصفية نشاط تيرينج، وبيع المبنى الذي كان يشغله متجر "أوروزدي باك" إلى التاجر المصري جيمس قطاوي، وقام الأخير بتغيير اسم المتجر إلى "عمر أفندي".

عمارة تيرينج ليست مجرد مبنى، بل رحلة في التاريخ والتجارة والثقافة، شاهدة على التحولات العمرانية لوسط القاهرة، وعلى قصة تجارة أوروبية تمتد من قلب النمسا إلى قلب العاصمة المصرية، لتصبح أيقونة تراثية تستحق المشاهدة والحماية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب