قال الشاعر شريف رشاد إنه يطمح إلى أن تصبح الكلمة قادرة على الفعل، وأن تصل إلى الإنسان في كل مكان فيجد فيها نفسه لتصبح القصيدة لسانا ناطقا عن معاناته وطموحاته، مضيفا: ربما لو عاش امرؤ القيس والمتنبي وشوقي بيننا الآن لكتبوا قصيدة النثر، الشعر كبناء لغوي ورؤيوي يتطور باستمرار، قصيدة النثر قد تكون ضرورة عند الشاعر المتمكن صاحب التجربة الذي يبحث عن فضاءات جديدة للإبداع بعيدا عن قيود الشعر المتمثلة في الوزن والقافية، ولكنها في بعض الأحيان تكون ملاذا آمنا لصغار الشعراء خوفا من الوقوع تحت طائلة قوانين الخليل الصارمة.
وتابع: لا يجب أن يطمئن الشاعر لطريقة كتابة معينة لمجرد أنها تعجب جمهوره، التجريب ضرورة ومقياس لأصالة الإبداع، لذلك أبحث دائما عن زوايا جديدة لموضوعاتي؛ فالعالم كتاب مفتوح، ولا يوجد موضوع مقدس وموضوع حقير، العبرة فى قدرة الشاعر على تشكيل نصه بلغته الخاصة وصوره الخاصة ورؤيته الخاصة، وعليه أن يخترع كذلك رموزه؛ ففرس النهر موجود منذ قديم الأزل لكن الفكرة فى طرحه طرحا شعريا مبتكرا ومغايرا، وكذلك المبولة نراها ونتعامل معها يوميا، لكن ماذا إذا صارت هي محور القصيدة كيف سنكتبها شعرا؟ كذلك السيجارة.. وغيرها من التفاصيل اليومية المعاشة، علينا اقتناص اللحظة الشعرية المناسبة بزاوية مختلفة، وعدم الاقتصار على الموضوعات التقليدية التي تخطاها الزمن.
وأكد أن شعراءه المفضلين كثيرون من امرئ القيس وهوميروس إلى آخر قصيدة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفا: أبحث عن الشعر لا عن الشعراء، ولا أقرأ شعرا فقط بل أقرأ الشوارع والجدران والمصابيح وأعقاب السجائر.
واستكمل: من التجارب التي استوقفتي كثيرا وتمنيت لو أمهلهما الموت قليلا لكي تكتمل: أبو القاسم الشابي، وأمل دنقل، ورياض الصالح الحسين وهناك أصوات شعرية شابة ومميزة نجحت بالفعل في جذب الانتباه إليها بما تقدمه من شعر حقيقي، لكنني أخشى أن يجهضوا مشاريعهم بالبحث الدائب عن الجوائز، على حساب تطوير الرؤية واللغة والصورة، لإرضاء ذائقة معينة تضر بالشعر وتحد من تطوره.