لقرون، توافد الكاثوليك إلى مدينة تورينو الإيطالية ليشهدوا على كفنها الشهير حيث تحمل قطعة الكتان المُبجّلة، التي يبلغ طولها 14 قدمًا و5 بوصات وعرضها 3 أقدام و7 بوصات، صورة باهتة لرجل من الأمام والخلف فسّرها الكثيرون على أنها يسوع المسيح.
يقول المؤمنون بأهمية الكفن إن كفن تورينو استُخدم لتغليف جسد المسيح بعد صلبه، تاركًا أثرًا دمويًا، كصورة فوتوغرافية لكن دليلًا قديمًا كُشف عنه حديثًا يدّعي أن هذا لم يكن صحيحًا وفقا للديلى ميل البريطانية.
في وثيقة مكتوبة، تعود للقرن الرابع عشر، يرفض اللاهوتي الفرنسي نيكول أورسم (1325-1382) رفضًا قاطعًا الكفن، الذي اكتُشف لأول مرة في منطقة الشمبانيا بفرنسا حيث يصف الفيلسوف والأسقف المؤثر الكفن بأنه "مزيف" و"واضح" نتيجة خداع من قبل "رجال دين" مشبوهين.
في الوثيقة، يؤكد أورسم: "لستُ مضطرًا لتصديق أي شخص يدّعي: "لقد صنع أحدهم مثل هذه المعجزة من أجلي لأن العديد من رجال الدين يخدعون الآخرين بهذه الطريقة، من أجل الحصول على قرابين لكنائسهم وهذا ينطبق بوضوح على كنيسة في شامبانيا، حيث قيل إن كفن الرب يسوع المسيح كان موجودًا هناك، وعلى العدد الذي لا حصر له تقريبًا من أولئك الذين قاموا بتزوير مثل هذه الأشياء وغيرها".
تُقدّم الوثيقة المجهولة سابقًا، والتي تعود إلى الفترة من عام 1355 إلى عام 1382، واحدةً من أقدم عمليات رفض الكفن الشهير الذي يبلغ طوله أربعة عشر قدمًا، وأقدم دليل مكتوب معروف حتى الآن.
نوقشت هذه المسألة في ورقة بحثية جديدة من تأليف الدكتور نيكولا سارزو، المؤرخ في الجامعة الكاثوليكية في لوفان ببلجيكا، وقال الدكتور سارزو: "لقد علق هذا الأثر المثير للجدل في جدلٍ حادّ بين مؤيدي طائفته ومعارضيها لقرون".
وأضاف: "ما كُشف عنه هو رفضٌ كبير للكفن... تُقدّم هذه القضية وصفًا مُفصّلًا بشكل غير عاديّ لاحتيال رجال الدين".
وكان نيكول أورسم التي أصبحت لاحقًا أسقفًا لمدينة ليزيو في فرنسا شخصيةً دينيةً بارزةً في أواخر العصور الوسطى وكان له تأثيرٌ أيضًا بأعماله في الاقتصاد والرياضيات والفيزياء وعلم التنجيم والفلك والفلسفة لكنه حظي بتقدير خاص لمحاولاته تقديم تفسيرات عقلانية لما يُسمى بالمعجزات وغيرها من الظواهر.
وقال الدكتور سارزو: "ما يميز كتابات أورسم هو محاولته تقديم تفسيرات عقلانية للظواهر غير المفسرة، بدلاً من تفسيرها على أنها إلهية أو شيطانية".