تمر اليوم ذكرى قيام قوات الدولة العثمانية بقيادة خير الدين بربروس تحاصر مدينة نيس الفرنسية، حيث قام خير الدين بربروسا بقيادة الأسطول العثماني عام 1543 بمحاصرة مدينة نيس الفرنسية، ونجحت القوات المشتركة الفرنسية-العثمانية في فتح المدينة واستعادة السيطرة عليها بعد معركة ضد القوات الموالية للإمبراطورية الرومانية المقدسة.
خير الدين بربروس، كان قرصانًا ومجاهدًا بحريًا عثمانيًا، وقائد أساطيل بحرية في عصر الدولة العثمانية، ولد عام 1478 في جزيرة ميديللي، واشتهر بانتصاراته البحرية ضد الإسبان، وأصبح الأدميرال الأكبر لأسطول الدولة العثمانية، كما أسس الحكم العثماني في الجزائر وتونس، مما جعل الدولة العثمانية قوة بحرية مهيمنة في البحر الأبيض المتوسط.
رفع من شأن القوة البحرية العثمانية، مستخدمًا سفنًا ذات مجاديف لزيادة القدرة على المناورة، كان يلقب بـ "خير الدين" لتفانيه في مساعدة وإنقاذ المسلمين المطرودين من الأندلس، حيث قام بنقلهم إلى شمال أفريقيا، قاد الأسطول العثماني للنصر في معركة بريفيزا عام 1538 ضد تحالف أوروبي مسيحي، مما عزز السيطرة العثمانية على البحر الأبيض المتوسط.
جاءت هذه الحملة بناءً على طلب من الملك الفرنسي فرانسوا الأول لمساعدة فرنسا في حربها ضد الإسبان الذين كانوا يحتلون مدينة نيس، وكان الحصار جزءًا من تحالف فرنسي-عثماني شارك فيه القائد العثماني خير الدين بربروسا والأسطول الفرنسي.
تمكن بربروسا من فتح مدينة نيس بقوة السلاح، كما نجحت الأساطيل العثمانية والفرنسية في السيطرة على جزيرة كورسيكا.
بينما الحدث الأكبر بحياة بربروسا بنظر الكثيرين تلبية نداء الأندلسيين المسلمين لإنقاذهم من حملات الإبادة الإسبانية، حيث كان لبربروسا موقف مشرف تجاه مسلمي الأندلس الذين كانوا يعانون من الاضطهاد والتميز العنصري في أقسى صوره على يد الكنيسة الكاثوليكية واتباعها إثر سقوط دولة الأندلس الإسلامية سنة 897 للهجرة الموافق لسنة 1492 للميلاد، حيث اعتمدت مبدأ التطهير العرقي للقضاء على المسلمين فيها، وذلك بعد أن أعطى ملك اسبانيا فريداند وزوجته ايزابيلا وعود كثير لملك الاندلس محمد الثاني عشر قبل استسلامه بعدم التعرض للمسلمين.