شارك الأنبا ديسقوروس، أسقف إيبارشية جنوبى ألمانيا ورئيس دير القديس الأنبا أنطونيوس بكريفلباخ، فى الاحتفال بعيد القديسة الملكة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، والذي أقيم أمس الأول في مدينة ترير الألمانية، وذلك بدعوة من كاردينال الكنيسة الكاثوليكية بالمدينة.
وخلال الاحتفال، نقل تحيات وسلام قداسة البابا تواضروس الثانى، مؤكدًا على عمق الروابط التي تجمع بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا، والتى تتسم بالمحبة والصداقة.
وتُعد القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في التاريخ المسيحي، وقد لعبت دورًا محوريًا في التحول الديني الذي شهده العالم الروماني خلال القرون الأولى للمسيحية. وُلدت هيلانة في مدينة دربانوم بمنطقة بيثينيا (الأناضول حاليًا) حوالي عام 248 ميلادية، ونشأت في بيئة متواضعة، ووفقًا لما أورده المؤرخون، كانت من عامة الشعب، ويُقال إنها عملت في نُزل قبل أن تتعرف على الضابط الروماني قسطنطيوس كلوروس، الذي ارتبط بها وأنجبت منه ابنها الوحيد قسطنطين في عام 272 م.
ورغم أن قسطنطيوس تخلّى عن هيلانة لأسباب سياسية حين صعد في المراتب الإمبراطورية، إلا أن مكانتها ظلت محفوظة في قلب ابنها، الذي أصبح فيما بعد الإمبراطور قسطنطين الكبير، وبعد أن تولّى الحكم في عام 306 م، أعاد قسطنطين والدته إلى القصر، ومنحها لقب "السيدة النبيلة جدًا" (Nobilissima Femina)، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من التأثير السياسي والديني في الإمبراطورية.
ويُعرف عن هيلانة إيمانها المسيحي العميق، ويُعتقد أن لها دورًا كبيرًا في اهتداء ابنها إلى المسيحية، وهو ما مهد لإصدار مرسوم ميلانو عام 313 م، الذي أنهى رسميًا اضطهاد المسيحيين في الإمبراطورية الرومانية. وقد كرّست هيلانة الجزء الأخير من حياتها لنشر الإيمان المسيحي، وقامت برحلة حج تاريخية إلى الأراضي المقدسة وهي في سن متقدمة، يُرجح أنها تجاوزت الثمانين عامًا حينها.