علا رضوان

"كتالوج".. يعيد النظر لأغلى مانملك

الأربعاء، 23 يوليو 2025 02:01 م


أحيانًا تكون أقوى الحكايات هي أبسطها  تلك التي تلامس شغاف القلب بصدقها وواقعيتها، وإبهارها يكمن في طريقة سردها، كتالوج لخص ما نتحدث عنه فهو تجربة فنية فريدة لا يختلف عليها اثنين، عمل فني راقي استطاع أن يصل إلى المشاهد بوضوحه وواقعيته الشديدة.

يشدك من أول مشهد ويجبرك على المتابعة دون أن تشعر بالوقت لتجد نفسك سريعا في نهايه كل حلقة، القصة تبدء مع اول مشهد غايه في الابداع  اختصر كثير من الاحداث زوجين متواجدين في المقابر بغرض شراء واحدة للأسرة ليدخلوا المقبرة سويآ ويخرج الزوج بمفرده ليستقبله المعزون معلنا وفاة الزوجة الطيبة والام المثاليه وتبدء الاحداث  كما تمليها الحياه علي هذه الاسره ، دون مبالغة وتطويل  لمشاعر الحزن ولا  الفقد فالأمر كله اشبه بالحياة الحقيقيه، تداهمنا بالموت وتجبرنا علي الضحك  ، فليس كل الحزن بكاء ولا الضحك يعني  السعادة.

كتالوج مزيج من الكوميديا والدراما كما الحياة ، الكتابة لايمن وتار  الذي ابدع في كتابة سيناريو محكم ملئ بالتفاصيل المنطقية  وتدفق الاحداث بمتهي العفوية والسلاسة  الكلمات  مختارة بعناية فائقة،  كلمات يومية و تعبيرات بسيطة، تجعل الحوارات والمواقف أقرب الي القلب وتعلق في الأذهان وتجعلك تعيد النظر في كتالوج حياتك ، الحوار ساهم بشكل كبير في سرعة التحامك مع الشخصيات وأفراد العائلة.

أما الإخراج، فهو للمخرج وليد الحلفاوي  تفوق  في عكس هذه البساطة والواقعية، فهو بلا شك يعتمد على تركيز الكاميرا على التفاصيل الإنسانية الدقيقة، واللقطات التي تعبر عن المشاعر بصدق دون مبالغة. و زوايا تصوير مبتكرة هدفها  إخراج يخدم القصة والشخصيات، ويسلط الضوء على جوهر الموقف. هذا النوع من الإخراج يجعل المشاهد يعيش التجربة وكأنها حقيقية، ويشعرنا بأننا امام صورة مريحة ومختلفة.

في خلفيتها موسيقي تصويريه رقيقة  وعن التمثيل محمد فراج  البطل تفوق علي نفسه في دور الزوج المكلوم والاب الجاهل بتفاصيل ابنائه . ريهام عبد الغفور اجادت وتركت اثر في القلوب . خالد كمال دور استثنائي وتلقائي ملفت حصد به نجاح اخر و قلوب المشاهدين اختيار  الممثلين بلا استثناء من الابطال والاطفال  الي ضيوف الحلقات كان اختيار موفق حتي ضيوف الحلقات العظيمة سماح انور  و حنان مطاوع ، امينة خليل ، بيومي فؤاد ، محمد شاهين .نجحوا في استعراض مهاراتهم الفنية بحرفية عاليه وكأنهم عازفين بأوركسترا موسيقية .

كل ممثل يعرف بألة مختلفة وينسجون معا لحنآ دراميا اخترق قلوب المشاهدين   البساطه في العزف علي مشاعرنا  وكانوا  شخصيات حقيقية، تتنفس وتعيش وتخطئ وتصيب مثلنا تمامًا. هذا النوع من التمثيل يجعلك تنسى أنك تشاهد ممثلين وتقتنع تمامًا أنك أمام شخصيات حقيقية من لحم ودم. اعدك بأنك ستبكي وتضحك دون ان تشعر ، فإن المشاعر تصل بوضوح وتأثيرها عليك سيسعدك.

وبالنسبة لضيوف الشرف في كل حلقة، فهذه لمسة ذكية تضيف عمقًا وثراءً للقصة دون أن تشتت الانتباه عن جوهرها. حضورهم لا يكون لمجرد لفت الأنظار، بل لإضافة بعد جديد للرواية، ربما يمثلون وجهات نظر مختلفة، أو يضيفون معلومة، أو يكون لهم تأثير مباشر على مسار الأحداث. استخدام ضيوف الشرف بهذه الطريقة يعزز فكرة أن القصة جزء من نسيج مجتمعي أوسع، وأن الحياة مليئة بالشخصيات التي تتقاطع دروبها مع بعضها البعض.

في النهاية، يبدو أن هذا العمل الفني استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة: أن يكون بسيطًا في شكله وعميقًا في مضمونه، حقيقيًا في تفاصيله ومؤثرًا في رسالته. إنه يذكرنا بأن الفن الحقيقي ليس بالضرورة ما يرتدي أبهى الحلل، بل ما يلامس الروح بصدق وعفوية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب