علا رضوان

‎عزاء فى شارعنا

الإثنين، 19 مايو 2025 08:01 م


‎من زمان مضي واختفت تلك العادة، عزاء الشارع !! لماذا ولكن هذا التوحد الوجداني غير معهود اعتادت عيوننا على النظر عبر شاشات التواصل، ومعرفة أخبار الوفيات منها، أو نقرأها على أوراق معلقة بأبواب المصاعد ومداخل العمارات، تشيع لنا نعي أحدهم وتخبرنا بمكان العزاء.. لكن اليوم كان مختلفاً، الشارع خلا من السيارات، أبواب العمارات مفتوحة على مصراعيها، والكراسي مصفوفة بطول الشارع تستحي أي سيارة أن تمر وتبحث لها عن شارع آخر، كراسي مختلفة الأشكال والأحجام، واضح أنها من أماكن وشقق مختلفة، لكنها شكلت صفوفاً في مشهد يحبس الأنفاس.

الكل هنا، من الصغير إلى الكبير، الرجال والنساء، كل بيده فنجان قهوة لون ليس مهما طقم القهوة ولا فناجين التقديم، الأهم ذلك الصمت الذي خيم كان موحداً، يعبر عن حزن عميق وتضامن لا يتزعزع.

‎جارتي، بنظرات تملؤها الحزن والفهم، كشفت لي سر هذا التجمع غير المعتاد.. العزاء كان لجارنا الفلسطيني، الذي فقد عشرة من أفراد عائلته في غارة على غزة أمس خبر استشهادهم كان كفيلًا بأن يتحول شارعنا إلى موقع للعزاء، ومسرح للحب والدعم.

‎هذا ليس غريبا علينا.. قلوبنا مليئة بالحزن، معصورة بالألم، تبحث عن وسيلة تعبر بها عن غضبها وتحوله إلى تضامن يدهشنا في كل لحظة.

‎في تلك اللحظات، وبينما نجلس جنباً إلى جنب، كان جارنا يعتلي هيئته بالعقال الفلسطيني والزي التقليدي، وسط تجمعنا، نظرات الاطمئنان والهدوء تغمر وجهه.

هذا المشهد لم يكن مجرد تعبير عن الحزن، بل كان تجسيدًا حيًا للقضية الفلسطينية، تذكيرًا بأن الألم الفلسطيني هو ألم مشترك، وأن العدالة التي ينشدها الفلسطينيون هي قضية إنسانية تستحق الدعم والاهتمام منا جميعاً.

‎هذه اللحظات في شارعنا تعد شهادة حية على أن القرب من بعضنا البعض يمكن أن يحدث فرقاً في كل شيء، وأن الخاسر حقاً هو من يظل بعيدًا عن هذه الحقيقة البسيطة.ز القضية الفلسطينية، بكل تعقيداتها وتحدياتها، تستمر في تحفيز مجتمعاتنا على الوقوف إلى جانب الحق والعدل، مهما كان الثمن.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب