فيسبوك
واتساب
فى مشهد سياسى معقد، تتحرك مصر بثبات لحماية الحقوق الفلسطينية، بينما تنكشف تناقضات الموقف الأمريكي والإسرائيلي. فبينما تعلن واشنطن رفضها لوجود "حماس" فى أى ترتيبات لإعادة إعمار غزة، تظهر قنوات اتصال سرية بين مسؤولين أمريكيين وقيادات الحركة، برعاية قطرية. هذا التناقض يعكس استراتيجية أمريكية تقليدية: الضغط علنًا والتفاوض سرًا، لضمان تحقيق مصالحها بعيدًا عن الشعارات المعلنة.
المقترح المصري، القائم على تشكيل لجنة فلسطينية لإدارة القطاع، يمثل رؤية عملية ترفض أي وصاية خارجية، وتضمن استقلالية القرار الفلسطيني. مصر تدرك أنها ليست مجرد وسيط في هذا الصراع، بل لاعب رئيسي يضع الأمن القومي العربي نصب عينيه، ولهذا تعمل على تدريب كوادر أمنية فلسطينية لضمان حماية غزة بأيدي أهلها.
في المقابل، تحاول إدارة ترامب إعادة ترتيب الأوراق عبر مقترحات لا تتماشى مع الواقع السياسي والميداني، مستندة إلى علاقاتها المعقدة مع تل أبيب والدوائر الإقليمية. لكن القاهرة قطعت الطريق على أي سيناريوهات تنتقص من السيادة الفلسطينية، وأغلقت جميع الثغرات التي يمكن أن تستغلها إسرائيل لتحقيق مكاسب استراتيجية على حساب الفلسطينيين.
اليوم، ومع تنامي الجهود المصرية لعقد مؤتمر دولي لدعم إعمار غزة، يتضح أن القاهرة ليست فقط لاعبًا أساسيًا، بل تمتلك رؤية متماسكة تمنع أي حلول مؤقتة تفرضها التوازنات السياسية المتغيرة. فغزة ستظل لأهلها، ومصر تظل الحارس الأمين للحقوق العربية في معادلة الصراع.
