مع بداية عرض مسلسل "ولاد الشمس"، على قناتى ON و CBC ومنصة Watch it الرقمية ضمن مسلسلات رمضان 2025، يدخل المشاهدون في أجواء مشوقة منذ الحلقة الأولى، حيث يترقب "ولعة" (أحمد مالك) و"مفتاح" (طه دسوقي) صديقيهما "ألمظ" (فيليكس) و"قطايف" (معتز هشام)، بعد أن سرقا إحدى الحقائب، لكن الشرطة تلاحقهم عبر الأزقة الضيقة، ليجدوا أنفسهم داخل أحد أهم الشوارع التراثية في مصر شارع المعز لدين الله الفاطمي، فما قصة هذا الشارع العريق الذي شهد أحداثًا حقيقية.
شارع المعز.. متحف مفتوح يحكي تاريخ مصر
يرجع تاريخ شارع المعز إلى عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، الذي كان أول الخلفاء الفاطميين في مصر. يعتبر الشارع اليوم متحفًا مفتوحًا يضم مجموعة فريدة من الآثار الإسلامية التي تعود إلى عصور مختلفة، تعكس تنوع العمارة الإسلامية بين الدينية، والسكنية، والتجارية، والخيرية، والعسكرية.
من "الشارع الأعظم" إلى "المعز لدين الله"
عند دخول الفاطميين إلى مصر بقيادة جوهر الصقلي عام 969م، أسسوا مدينة جديدة قرب الفسطاط، لتصبح أول عاصمة إسلامية لمصر بعد الفتح العربي. في ذلك الوقت، كان شارع المعز هو المحور الأساسي للعاصمة الملكية، حيث لم يكن يُسمح لعامة الناس بدخوله إلا بتصريح خاص، وعليهم المغادرة قبل الغروب.
سماه المؤرخون والرحالة في ذلك العصر بـ"الشارع الأعظم"، وكان يمر على جانبيه القصر الفاطمي الكبير والصغير، ويشهد مواكب الخلفاء أثناء الصلوات الجامعة وأيام الأعياد والاحتفالات الرسمية.
قاهرة المعز.. مدينة تحكي ألف قصة
بعد دخول جوهر الصقلي إلى الفسطاط، قرر الفاطميون بناء مدينة جديدة سماها "المنصورية"، قبل أن يأتي الخليفة المعز إلى مصر عام 973م ويطلق عليها اسم "القاهرة"، تفاؤلًا بأنها ستقهر الأعداء. ومنذ ذلك الحين، ظل شارع المعز قلب القاهرة الفاطمية ونبضها التاريخي، يروي حكايات من العصور الغابرة، تمامًا كما يفعل مسلسل "ولاد الشمس" وهو ينسج خطوط درامية وسط هذه الخلفية الساحرة.
في النهاية، بينما تتشابك خيوط الدراما مع سحر الماضي، يبقى شارع المعز شاهدًا على تاريخ لم يُروَ بالكامل بعد، حيث تكمن خلف كل زاوية قصة، وكل حجر يحمل سرًا، ينتظر من يكتشفه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة