أحمد التايب

ترامب والمعادلة الاستعمارية الجديدة

الأحد، 09 فبراير 2025 04:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دونالد ترامب دائما ما يتبع سياسة التصريحات المفاجئة والطرق الغير تقليدية، وفقا لحسابات التفاوض والتجارة وعقد الصفقات، وبالتالي علينا الحذر بشأن اللعب بالمصطلحات، خاصة أن الولايات المتحدة لديها النموذج الساحر في اللعب باللغة والمصطلحات السياسية وتوظيفها لصالح الأهداف ودائما ما تعتمد على المراوغة وعدم الحسم والجزم، وهو ما اتضح عندما غير من حدة تصريحاته حينما تحدث عن تهجير سكان غزة قائلا " إن ما طرحته كان من زاوية تجارية وسنعالج الأمر بروية"، وعلينا أيضا أن لا نغفل أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تتبنى أسلوب التضارب خاصة بشأن تعاطيها مع الأزمات، بمعنى نجد الرئيس يصدر تصريحا وإذا أحدث جدلا يخرج وزير الخارجية بلغة أكثر مرونة، ثم يخرج المتحدث باسم البيت الأبيض بتصريح ذات توجه آخر، وكذلك مستشار الأمن القومى.

ونموذجا، ما حدث بعد تصريح ترامب بشأن التهجير، حيث جاءت تصريحات تنسب لمسئولين تخفف من حدة تصريح ترامب  مثل "إن ترامب لم يلتزم بإرسال قوات إلى القطاع، وأنه لن يرسل تمويلات أمريكية لإعادة إعماره، وأن النقل سيكون مؤقتا"..

لذا، يجب الانتباه لمثل هذه التصريحات المتضاربة التي يطلقها ترامب وإدارته، وبالتالى قد يكون هذا التراجع مناورة سياسية ما يعنى ضرورة مواصلة الضغط العربى واستمرار الحملات الدبلوماسية ومخاطبة منظمات ومؤسسات المجتمع الدولى، وتوحد الإرادة العربية والإسلامية في مواجهة الخطر الصهيوني والعقلية الترامبية.

ولا ننسى أيضا، أن سياسة ترامب تعتمد على الإرباك واتباع السقف العالى بهدف شل الآخر وإنهاكه نفسيا للوصول إلى تنازلات أو مفاوضات.

إذن.. تصريحات ترامب الاستفزازية بشأن تهجير الفلسطينيين إلى وطن بديل، هدفها الحقيقى إنهاك العرب نفسيا، والتخلص من المقاومة وتفريغ القطاع من روحه القتالية، ثم يتركه للكيان يفعلون ما يشاءون من بناء مستوطنات ومن تحقيق أحلام ومخططات، خاصة أن الاستعمار فى الماضى كان يأتى بالسلاح والقوة العسكرية، واليوم وفقا لمعادلة ترامب يأتى بقرارات اقتصادية وعسكرية وسياسية..









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة