بعد أسبوع من إطلاق Operator، كشفت شركة OpenAI عن اداة الذكاء الاصطناعي الجديد “البحث العميق” (Deep Research)، المصممة لإجراء أبحاث تفصيلية باستخدام روبوت الدردشة ChatGPT، حيث يعتمد الوكيل الجديد على نموذج OpenAI o3 الأمثل لتصفح الويب وتحليل البيانات باستخدام بايثون، ما يتيح له البحث في النصوص والصور وملفات PDF عبر الإنترنت بذكاء ومنهجية متقدمة.
أداة قوية للمهنيين والمستهلكين على حدٍ سواء
في منشور على المدونة الرسمية، أوضحت OpenAI أن “البحث العميق” مخصص للأشخاص الذين يعملون في مجالات مثل التمويل، العلوم، السياسات، والهندسة، ويحتاجون إلى أبحاث موثوقة وشاملة، كما أشارت الشركة إلى أن هذه الميزة ستكون مفيدة أيضًا للمستهلكين الذين يبحثون عن توصيات مخصصة للغاية قبل اتخاذ قرارات شراء معقدة.
تقليل الوقت والجهد بفضل الذكاء الاصطناعي
وصرّح سرينيفاس نارايانان، نائب رئيس الهندسة في OpenAI، أن هذه التقنية تمثل “طريقة جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في المهام المعرفية المعقدة”، وأشار إلى أن الميزة الجديدة تشبه استشارة خبير، حيث تقلل الوقت المطلوب للأبحاث المكثفة التي قد تستغرق ساعات من العمل البشري.
كيف يعمل “البحث العميق”؟
لاستخدام الميزة في ChatGPT، يمكن للمستخدمين تحديد “البحث العميق” من قائمة الخيارات وإدخال استفسارهم، وسواء كان المطلوب تحليل تنافسي لمنصات البث، أو تقرير مخصص حول أفضل دراجة للتنقل، يكفي إبلاغ ChatGPT بالتفاصيل المطلوبة. يمكن أيضًا إرفاق ملفات أو جداول بيانات لإضافة مزيد من السياق.
بمجرد إرسال الطلب، يظهر شريط جانبي يعرض الخطوات المتبعة والمصادر المستخدمة، ويستغرق البحث عادةً بين 5 إلى 30 دقيقة، وفقًا لتعقيد الموضوع، وسيتلقى المستخدم إشعارًا عند اكتماله، يتم تسليم التقرير النهائي داخل الدردشة بتنسيق مفصل ومدعوم بالمصادر.
“البحث العميق” مقابل “GPT-4” و”Operator”
تؤكد OpenAI أن “البحث العميق” يتميز بإجابات موثوقة ومدعومة بالمصادر، لكنه أبطأ مقارنة بـ GPT-4، الذي يُعدّ أفضل للمحادثات الفورية متعددة الوسائط.
عند الحاجة إلى تحليل معمّق ومُستند إلى البيانات، يكون “البحث العميق” هو الخيار الأفضل، حيث يوفر استكشافًا موسّعًا واقتباسات دقيقة، مما يجعله أداة مثالية للحصول على رؤى موثوقة وقابلة للتنفيذ.
سام ألتمان: “أول نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه تنفيذ مهام معقدة وقيمة بهذا التنوع”
ونشر الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، سام ألتمان، منشورًا على منصة X (تويتر سابقًا) يشرح فيه كيفية عمل “البحث العميق”، مؤكدًا أنه رغم بطئه النسبي، إلا أنه يمثل قفزة نوعية في قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة مجموعة واسعة من المهام المعقدة”، وتعمل OpenAI حاليًا على إضافة صور مدمجة، رسوم بيانية، وميزات تحليلية لتعزيز وضوح وسياق التقارير في المستقبل القريب.
ما الفرق بين “البحث العميق” و”Operator”؟
الفرق الأساسي هو أن “Operator” متخصص في تنفيذ المهام المتكررة عبر المتصفح، مثل ملء النماذج، طلب المنتجات، وإنشاء الميمز، لكنه غير مصمم لإجراء أبحاث متعمقة مثل “البحث العميق”.
أما “البحث العميق”، فيركز على التحليل والاستنتاج، مما يجعله أكثر ملاءمة للمهام البحثية المتقدمة والمشكلات المعقدة التي تواجه المستخدمين في حياتهم العملية واليومية.
OpenAI تواجه المنافسة مع DeepSeek الصيني
يأتي هذا التطور في وقت حظي فيه نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني DeepSeek باهتمام واسع بسبب تقنياته المتقدمة وتكلفته المنخفضة، ورغم إشادة سام ألتمان بهذا النموذج، إلا أنه وعد بأن OpenAI ستواصل تقديم نماذج أقوى وأكثر كفاءة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة