أكرم القصاص

السنهورى وسيد درويش وكتاب «موال إسكندرانى»

الثلاثاء، 25 فبراير 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الغناء فى مصر تاريخ وقصص وأساطير، والغناء والفن فى الإسكندرية جزء من تراث الإبداع، يمتد أفقيا ورأسيا ليصنع مساحات من آفاق الإبداع المصرى، الإسكندرية ليست فقط العاصمة الثانية لمصر لكنها عاصمة متوسطية «كوزموبوليتانية»، تحمل شعلة الإبداع المصرى، مطعمة بشذرات متوسطية، وخلطة من الدلتا والصعيد والساحل تضاعف من تأثير الثقافة السكندرية.


أما عن الغناء السكندرى فهو موال لا ينقطع، يحمل ملامح الثقافة المصرية وإضافات من التاريخ والكفاح والمجتمع بطبقاته وفئاته، كل هذا يظهر فى الذاكرة ما إن يرد اسم الإسكندرية، التى تمثل لكثيرين من المصريين عالما ذا طعم خاص ومذاق مميز حريف وعميق من الفن والثقافة والغناء، الإسكندرية كانت منارة فى المسرح والفنون كلها.


كل هذا ينتاب الواحد وهو يطالع كتاب «موال إسكندرانى.. تراث الغناء الشعبى السكندرى»، للكاتب الصديق عادل السنهورى، الصادر عن دار ريشة، الذى يعالج موضوعا مهما فى الثقافة الشعبية والغناء، وإذا ذكرت الإسكندرية يطل سيد درويش، الذى عرف بالإسكندرية وعرفت به، يسلط عادل السنهورى الضوء على جوانب مهمة وبعضها مجهول من حياة سيد درويش «الفتى الشيخ الذى يحمل أسفل عمامته بذور ثورة موسيقية عارمة، قلبت كل الموازين والمقاييس فى الموسيقى والغناء والطرب فى بدايات القرن العشرين»، يضيف «السنهورى»: إن الغناء ظل حبيس القصور، والموسيقى والغناء مخصصة لملء الفراغ، وربما يختلف البعض مع رؤية يطرحها المؤلف، باعتبار أن الغناء قبل الشيخ سيد لم يكن للناس العاديين، فقد كان الغناء الشعبى قائما فى المجتمع بفئاته، ربما حمله سيد درويش على أجنحة الخيال والعبقرية، ونظر للحياة على أنها لحن بحاجة لأن يعبر عن نفسه بحرية، فكانت ثورته الموسيقية التى جعلت الأغانى لغة الشعب.


يستعرض عادل السنهورى فى كتابه «موال إسكندرانى» سيرة الغناء الشعبى فى الإسكندرية، ويضع قلمه على نقاط مضيئة، ويكشف عن تفاصيل إبداع أسماء كبيرة، ويكشف كيف كان المقهى فى الإسكندرية مكانا وملتقى للفنانين بالإسكندرية منذ الثلاثينيات، ويجمع فنانى الثغر والدلتا، ويشير إلى اسم حمامة العطار، منظم الأفراح الشعبية بالإسكندرية، وصاحب مقهى لعب دورا مهما فى السياسة والانتخابات، وأيضا فى الغناء، وانطلق منه المطربون الشعبيون «بدرية السيد، وعبده الإسكندرانى، وبحر أبوجريشة»، يسلط «السنهورى» الضوء على دور المقهى الإسكندرانى فى تخريج أجيال من المطربين والملحنين والفنون الشعبية.


ومن المقهى إلى إذاعة الإسكندرية، ينتقل «السنهورى» إلى محطة ساهمت فى انتشار الغناء الشعبى الإسكندرانى، خاصة بعد الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، ثم ينتقل المؤلف إلى محطات وأسماء، منها إبراهيم عبدالشفيع صاحب أغنية «شى الله يا مرسى يا أبوالعباس»، الذى يوصف بأنه أمير الغناء السكندرى، والذى تجاوز إبداعه الغناء إلى تلحين أغان شعبية لكبار المطربين الشعبيين الكبار، محمد العزبى وكارم محمود وعايدة الشاعر وإيمان الطوخى وغيرهم.


ينتقل «السنهورى» إلى بدرية السيد، التى يسميها إمبراطورة الأغنية الشعبية والموال الإسكندرانى، التى تغنت بالموال الشعبى وأشهره «طلعت فوق السطوح أنده على طيرى».. وغيره من المواويل، يسلط «السنهورى» الضوء على رحلتها، مع أسماء مثل عزت عوض الله، والشيخ أمين عبدالقادر وحكايته مع السادات، وجلال حرب وغيرهم من المطربين المعاصرين.


عادل السنهورى يرصد فى كتابه «موال إسكندرانى» رحلة الغناء، ويربط الثقافة بالفن الشعبى، وباقى الفنون التى منحت الإسكندرية طعما ووجها، يحمل كل عناصر الثقافة المصرية، مضافا إليها «روح الإسكندرية».

p.8









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة