أكرم القصاص

«التهجير المستحيل».. مصر فى مواجهة جرائم نتنياهو

الثلاثاء، 11 فبراير 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التى يردد فيها رئيس الوزراء الإسرائيلى أكاذيبه ضد مصر، ونقصد التصريحات التى أدلى بها لقناة فوكس، قال فيها «إن غزة تحوَّلت إلى سجن كبير وما يفعله ترامب الآن هو محاولة فتح أبواب هذا السجن وإخراج الفلسطينيين منه، وأن مصر هى التى تمنع مغادرة الفلسطينيين قطاع غزة حتى من قبل الحرب»، الواقع أن تصريحات نتنياهو الذى يتضح بعد كل هذه الشهور من القصف والقتل عجزه عن تحقيق أى أهداف غير قتل المدنيين من الأطفال والنساء، وفشله فى تحقيق أى من وعوده أو أهدافه باستعادة المحتجزين، أو القضاء على المقاومة، وأضاع فرص الهدنة التى قدمتها مصر، والتى حمّلت الاحتلال مسؤولية الحصار والتجويع والقتل المتعمد بالجوع ومنع الغذاء والدواء عن أهالى غزة، وتمسكت بذلك أمام محكمة العدل الدولية بعد قرارها بالانضمام إلى جنوب أفريقيا فى دعواها التى تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وتصفية عرقية ضد سكان غزة.

نتنياهو مجرم الحرب قاتل الأطفال، الذى ارتكب كل جرائم الإبادة والتصفية العرقية، يزعم أن مصر تسجن الغزاوية، لأنها ترفض تخاريفه وأكاذيبه حول التهجير القسرى للفلسطينيين، والتى كانت ولا تزال تمثل جريمة تضاف لجرائمه، بجانب أنه اكتشف بعد كل هذه الشهور والقصف أنه لم يحقق غير قتل عشرات الآلاف من الأطفال.

ردت مصر بحسم على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى، والتى وصفتها بأنها ادعاءات وتضليل متعمد ومرفوض يتنافى مع الجهود التى بذلتها وتبذلها مصر منذ بدء العدوان على غزة سواء بإدخال المساعدات وتسهيل عبور الجرحى والمصابين ومزدوجى الجنسية. نتنياهو يعرف أن مصر تقود موقفا عربيا حاسما فى مواجهة جنون التهجير غير الممكن، والذى يواجه مقاومة فى كل العالم، وأن الدول العربية كلها تتصدى للمخططات، وقد سبق وأطلق رئيس وزراء إسرائيل تصريحات ومزاعم ضد المملكة العربية السعودية قابلتها المملكة بحسم وموقف عربى قوى، كما أن السعودية أكدت «رفضها القاطع» لتصريحات نتنياهو، بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مثمّنةً ما أعلنته الدول الشقيقة من شجب واستهجان ورفض تام حيال ما صرَّح به نتنياهو بشأن تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، وقالت السعودية إن هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق.  

الشاهد أن نتنياهو يواجه موقفا حاسما، ويعود كل فترة إلى ترديد أكاذيبه ضد مصر، والتى أكدت فى بيان الخارجية أن تلك التصريحات تستهدف التغطية وتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الصارخة التى ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين وتدمير المنشآت الحيوية الفلسطينية من مستشفيات ومؤسسات تعليمية ومحطات كهرباء ومياه الشرب، فضلا عن استخدام الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين.

وأعربت مصر عن رفضها التام لأية تصريحات تستهدف تهجير الشعب الفلسطينى إلى مصر أو الأردن أو السعودية، وتعرب عن تضامنها مع أبناء غزة البواسل الذين يتمسكون بأرضهم رغم كل ما يتعرضون له من أهوال للدفاع عن قضيتهم العادلة والمشروعة، وتجدد مصر التأكيد  على التمسك بالثوابت المصرية والعربية الراسخة والمرتكزة على حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

الواقع أن هذه الخطوات والموقف العربى القوى، يثيران جنون نتنياهو، ما يدفعه إلى تصريحات تعكس ارتباكا وغيابا للمنطق، بجانب أنها جرائم، وقد كانت تصريحات ومواقف مصر واضحة من قبل وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطى، الذى يحمل موقفا مصريا مبدئيا فى الولايات المتحدة الأمريكية أن العلاقات الاستراتيجية لا تمنع من الاختلاف فيما يتعلق بمواقف مصر الاستراتيجية والتاريخية من القضية الفلسطينية. والموقف المصرى مدعوم بموقف عربى، تدعمه قمة عربية طارئة دعت لها مصر يوم 27 فبراير الجارى بالقاهرة، وبالتنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالى للقمة العربية، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وبعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية الشقيقة.

كل هذه الخطوات تشير إلى مواقف حاسمة، وأن مصر منذ بداية الحرب فى غزة، تتمسك بمواقف واضحة وحاسمة فى مواجهة الاحتلال، وتخوض حروبا على جبهات متعددة، ومنذ اللحظات الأولى أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن مصر تدعم الحقوق الفلسطينية، وتتمسك بأمنها القومى، وترفض أى محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية، وكل هذه المواقف تثير نتنياهو الذى يردد المزيد من الأكاذيب والأوهام التى تعكس ارتباكا وترددا، ويعلق مأزق العدوان فى شماعات الأكاذيب ضد مصر، بداية من مزاعم إغلاق المعبر وصولا إلى وجود أنفاق أو دخول سلاح، وكلها أكاذيب ردت عليها مصر بحسم وأدلة، ويعود إليها مع تصريحات غير قابلة للتطبيق حول التهجير الذى لن يمر.. نتنياهو يواجه أزمة لمستقبله السياسى، ويتعلق بأوهام ووعود مستحيلة.

p.8
اليوم السابع
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة