أكرم القصاص

المصريون ضد التهجير من غزة وتهديد «العصابات المتحدة»

السبت، 01 فبراير 2025 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الإصرار الأمريكى على تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة هو فى حد ذاته جريمة، طبقا للقانون الدولى وقوانين الحرب، لما يعتبر تطهيرا عرقيا وتصفية لجنس وشعب له أرضه، والواقع أن مشهد عودة الفلسطينيين إلى أطلال بيوتهم فى غزة من الجنوب إلى الشمال يبدو أنه صدم الاحتلال والكثير من المتطرفين، الذين ظنوا أنهم بالقصف الإجرامى طوال 15 شهرا، جعلوا غزة مكانا غير قابل للحياة، وهو أمر ينسف مزاعم الاحتلال بأنهم كانوا يدافعون عن النفس أو يردون على عملية طوفان الأقصى، فكل المؤشرات وحجم المتفجرات والصواريخ التى تم إطلاقها لا يتناسب مع رد الفعل، بل يمثل محاولة تنفيذ إبادة لشعب غزة.


أما دعاوى التهجير التى يطلقها دونالد ترامب، وتلويحه بتهديدات أو عقوبات، فإنها تكشف عن غياب الإدراك وغرور وصلف يتجاوز الدول إلى أن يضع الولايات المتحدة فى صورة العصابة والبلطجة، التى تعيد صورة الولايات المتحدة بجرائمها، بجانب أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خلال فترته الرئاسية التى تبدأ بالكاد، يقدم نفسه بصورة رئيس عصابة أو مافيا وليس رئيس قطب دولى، وهذا السلوك يفتح المجال لتحالفات واستقطاب من دول العالم فى مواجهة الولايات المتحدة وبلطجتها، أو أنه يتحرك داخل حالة عقلية جديدة طرأت عليه، لأننا بالفعل أمام كائن مختلف حتى عما كان عليه خلال فترته الرئاسية الأولى، وقد واجه بالفعل ردود أفعال غاضبة من دول حليفة وأخرى مجاورة، فقد رفضت فرنسا وألمانيا والبرازيل وإيطاليا وإسبانيا وغيرها دعاوى التهجير، وأعلنت تأييد موقف مصر، ودول أخرى مثل بنما وكولومبيا وغيرهما أعلنت رفض التصرفات والبلطجة الأمريكية.


أعلنت مصر مبكرا وبلسان واضح رفضها للتهجير، وأن الحل الأوضح والأفضل والخط المستقيم هو إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، فعلت مصر ذلك فى مواجهة تسريبات بدأت مبكرا خلال شهر أكتوبر وفى أعقاب عملية 7 أكتوبر 2023، كما تعرضت مصر لعمليات ابتزاز وأكاذيب من قبل الاحتلال  من أجل تمرير حرب إبادة غير مسبوقة ضد الفلسطينيين فى غزة، بل جندت إسرائيل منصات ممولة بالخارج للضغط من أجل فتح المعبر بعد احتلال الجانب الفلسطينى منه، وهو ما رفضته مصر، ورفضت التعامل مع الاحتلال بجانب حرصها على إدخال المساعدات بشكل مستمر لمواجهة حالات نقص الغذاء والدواء فى غزة.


ومؤخرا، وبالتزامن مع تصريحات ترامب عن التهجير، لوحت صحيفة إسرائيلية بتهديد للرئيس عبدالفتاح السيسى، عندما نشرت «جيروزاليم بوست» صورة الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الرئيس الإيرانى السابق إبراهيم رئيسى، وهو تهديد فج بالاغتيال، بالطبع لا ينعكس بأى خوف لدى الشعب المصرى، الذى لا يخشى التهديد ولا التلويح بعقوبات أو إشارات من مافيا أو عصابات، وهو ما عبر عنه المصريون فى مسيرات وصلت إلى رفح، وأخرى نظمتها تيارات وأحزاب ونقابات رفضا للتهجير، ردا على الاحتلال ودونالد ترامب.


مسيرات المصريين تعبير عن أن تصريحات ومواقف الرئيس عبدالفتاح السيسى ودليل من كل المصريين على التمسك بأن مسار الدولة الفلسطينية هو الطريق الوحيد للاستقرار والسلام، أما مخططات التهجير فهى أمر يرفضه المصريون والأردنيون، وبالطبع فإن مشهد عودة الفلسطينيين فى غزة إلى الشمال وبعضهم تم تهجيره داخل غزة أكثر من 10 مرات، المشهد الفلسطينى كاشف عن تمسك بالأرض وبأنقاض البيوت، التى هدمها الاحتلال، ورفضا لأى اقتراح بتهجير مؤقت أو دائم.


الغزاوية هم أول من يدعم موقف مصر الرافض للتهجير، وهم الذين واجهوا حرب إبادة سعى خلالها الاحتلال لجعل غزة غير قابلة للحياة، وبعد جرائم الحرب هذه يتحدث ترامب عن تهجير، وهو أمر يمثل جريمة تصفية عرقية ويستغل ترامب ضعف النظام الدولى ليمارس سلوك «العصابات المتحدة»، بينما لا يعرف أن الشعوب هى التى تحدد فى النهاية مسارات الأحداث، وبالنسبة لمصر فهى التى تعرف الأمر حربا وسلاما، وهذه المسيرات مقدمة وإشارة لموقف مصرى، عبر عنه الرئيس مرات، ولا يزال يتمسك به.


 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة