من شرق العالم إلى غربه وشماله إلى جنوبه.. تشهد الكرة الأرضية تقلبات غير مسبوقة في الطقس؛ حيث غمرت السيول مناطق بالعاصمة الجزائرية؛ وشهدت عدة شوارع بالعاصمة الجزائرية، تراكمًا كبيرًا لمياه الأمطار التي تساقطت بغزارة منذ الأربعاء، خاصة في مناطق شملت بئر مراد رايس، سيدي يحيى، بئر خادم، شوفالي، وباب الواد.
تداعيات السيول فى الجزائر
وتسببت هذه السيول في تعطيل حركة المرور عبر عدة محاور طرقية بالعاصمة، لاسيما أن تساقط الأمطار تزامن مع كثافة في حركة المركبات.
في أعقاب التقلبات الجوية التي شهدتها العاصمة، تسبّبت الأمطار الغزيرة في جريان سيول بعدد من المناطق، ما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية لاحتواء الوضع ومنع تفاقمه. وبرغم قوة التساقطات، فإن التدخلات السريعة ساهمت في تجنّب حدوث خسائر بشرية.
وبحسب حصيلة أولية للحماية المدنية، فإن ولاية الجزائر شهدت أربع تدخلات موزعة عبر عدد من البلديات؛ ففي بلدية وادي قريش، سُجل انهيار تربة بمنطقة حي اليانابيع – فري فالون، دون وقوع إصابات. وقد باشرت الفرق عمليات التأمين وإزالة الأتربة لتفادي أي انزلاقات إضافية.
وفي بلدية حيدرة، تدخلت الوحدات لامتصاص كميات من مياه الأمطار عند مدخل عيادة شفاء، بعد ارتفاع منسوبها بشكل مفاجئ. الوضع نفسه سجل ببلدية بئر خادم، حيث قامت الفرق بامتصاص المياه المتراكمة أمام عيادة بئر خادم، حرصًا على ضمان الحركة العادية للمواطنين والمرضى.
أما في بلدية الأبيار، فقد تدخلت المصالح المعنية لامتصاص مياه الأمطار التي غمرت جزءًا من شارع محمد شعبان، من أجل إعادة انسيابية حركة المرور في هذا المحور الحيوي.
فيضانات آسيا تشرد الآلاف
وفى سياق متصل ، تواجه آسيا موجة من الفيضانات غير المسبوقة في تايلاند وسريلانكا وإندونيسيا ؛ فى كارثة توصف بأنها الأسوأ في تلك المناطق، ما نتج عنه أكثر من 1400 قتيلا؛ فيما أصبح آلاف الأسر بلا مأوى، وتسببت فيضانات وانهيارات أرضية في دول عدة، بجنوب وجنوب شرق آسيا، في وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة.
ويتوقع خبراء المناخ أن تشهد تلك المناطق موجات طقس أكثر حدة فى2026.
عمليات إجلاء واسعة بمساعدة الجيش
و تدخل الجيش للمساهمة في عمليات الإجلاء والإنقاذ كما أعلنت الهيئة الإندونيسية للتعامل مع آثار الكوارث عن ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات في 3 أقاليم بجزيرة سومطرة الإندونيسية إلى نحو 800 قتيل و550 مفقودا، وتضرر أكثر من 3 ملايين شخص. كما نزح مليون و100 ألف شخص عن منازلهم بعد تضررها وانقطاع الخدمات الأساسية عنهم.
وتدخل الجيش في عمليات الإنقاذ بتسيير طائرات تابعة للقوات الجوية للمساعدة في الإجلاء ونقل المساعدات.
كارثة شملت محافظات سريلانكا
وشكلت الفيضانات جميع المحافظات في سريلانكا وام تقدير عدد المتضررين جراءها بأكثر من 1.5 مليون مواطن، ووصلت فرق دولية للمساعدة في البحث عن ناجين من الفيضان، وأبدت دول عدة استعدادها لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة.
وفى تايلاند تسببت الأمطار المتواصلة التي هطلت على المناطق الجنوبية في واحدة من أعنف موجات الفيضانات كما تقول الحكومة، والتي نجم عنها موت أكثر من 180 شخصا، وتضرر الملايين.
واضطرت الحكومة لاستخدام سفينة إنزال كبيرة للمساعدة في إغاثة المنكوبين، كما جاء في تقرير لفرح الزمان شوقي على قناة الجزيرة.
وفي ماليزيا أصبح أكثر من 11 ألفا و600 شخص بدون مأوى ولجأوا إلى مراكز الإجلاء، وفق وكالة الكوارث التي تعيش حالة تأهب لموجات أخرى من الفيضانات بعد هطول أمطار استمر لأيام.
ظواهر مناخية لافتة
واللافت في الكوارث الطبيعية التي شهدتها بعض دول جنوب وجنوب شرق آسيا هو تداخل بين أنماط جوية متعددة، منها عواصف مدارية رافقتها أمطار وتيارات جوية موسمية تسببت في كل هذا الضرر في مناطق لم تعتد الأعاصير، مما زاد الأضرار.
وعادة الأعاصير لا تتشكل بالقرب من خط الاستواء، لكن إعصارا نادرا يسمى "سنيار" تشكل شمال خط الاستواء، وتحديدا في مضيق ملقا.
ووقعت أيضا أعاصير مدارية، التي تتشكل فوق المحيطات الاستوائية وتحمل رياحا قوية وأمطارا غزيرة، وما يزيد من خطورتها ونشاطها هو ارتفاع درجة حرارة مياه المحيط، فضلا عن زيادة معدلات الهطول التي تؤدي إلى فيضانات.
من جانبها، قالت بوى واه أليس، نائبة مدير منطقة آسيا والمحيط الهادئ فى الصليب والهلال الأحمر الدولى، إن الوضع بعد الفيضانات التى ضربت أجزاءً من تايلاند وإندونيسيا وسريلانكا وماليزيا يبدو جادًا جدًا؛ مشيرة إلى أن الأمطار الغزيرة تسببت فى فيضانات وانزلاقات أرضية أضرت بملايين الأشخاص.
وأكدت أن سريلانكا تواجه أسوأ فيضانات منذ عقود.
وأضافت أن العديد من الناس اضطروا للنزوح، بعضهم لجأ إلى مناطق أخرى، وبعضهم فى منازل مؤقتة، والبعض الآخر فى الكنائس، ولا يستطيعون العودة إلى منازلهم بسبب استمرار الفيضانات، الوضع الإنسانى يتفاقم يوميًا، خاصة فى سريلانكا، التى تواجه أسوأ فيضانات منذ عقود، والعديد من العائلات تعانى من الاحتياجات الأساسية.
وأوضحت أن الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليين كثفوا جهود الاستجابة السريعة، حيث نشروا آلاف المتطوعين وفرق الطوارئ لتوفير الإمدادات الأساسية، بما فى ذلك الطعام والمياه والرعاية الطبية والإسعافات الأولية وأدوات المأوى.