جهود محافظة أسيوط فى مجال زراعة النباتات الطبية والعطرية.. تفاصيل

الإثنين، 01 ديسمبر 2025 06:00 ص
جهود محافظة أسيوط فى مجال زراعة النباتات الطبية والعطرية.. تفاصيل محافظ أسيوط يتفقد وحدة تجهيز النباتات العطرية والطبية بأبنوب

أسيوط - هيثم البدري

تُعد النباتات الطبية والعطرية أحد أهم الموارد الاقتصادية التي تمتلكها محافظة أسيوط، نظرًا لملاءمة طبيعة الأرض والمناخ لزراعة أنواع متعددة مثل الريحان والشمر والبردقوش والنعناع.

وخلال السنوات الأخيرة، بدأت المحافظة تتجه نحو تحويل هذا النشاط الزراعي إلى صناعة متكاملة ذات قيمة مضافة، يمكن الاعتماد عليها في التصدير لزيادة الدخل المحلي. تزامنا مع توسع الدولة في دعم التكتلات الاقتصادية بالمحافظات، وتظهر أسيوط كنموذج واعد لإحياء صناعة العطور والزيوت الطبيعية اعتمادًا على إمكاناتها الزراعية والبشرية.

 

من الزراعة للتصنيع.. سلسلة قيمة متكاملة

تبدأ رحلة النباتات العطرية في أسيوط من الحقول المنتشرة في مراكز مثل أبنوب حيث يزرع المزارعون مساحات واسعة من الريحان والشمر وغيرهما. ومع دخول تقنيات الفرز والتجهيز الحديثة، وبدأ عدد كبير من صغار المستثمرين في استيراد هذه الأجهزة مع الخضوع لبعض الدورات التدريبية عبر بعض الجهات المانحة أصبحت مراحل ما بعد الحصاد جزءًا أساسيًا من ضمان جودة المنتج النهائي ، وأصبح تجهيز النباتات قبل بيعها أو تصديرها لم يعد مجرد خطوة جانبية، بل بات سلسلة عمليات دقيقة تشمل المقرشة، الغربلة، إزالة الشوائب، التهوية، والتجفيف. هذه العمليات ترفع من جودة المنتج وتزيد فرصة قبوله في الأسواق الدولية التي تفرض معايير صارمة.

 

جودة ترتقي إلى المعايير العالمية

الأسواق الأوروبية تُعد من أكبر المستوردين للنباتات الطبية والعطرية، لكنها أيضًا من أكثر الأسواق تشددًا فيما يخص النظافة والمعايير الصحية ونقاء المنتج. لذلك أصبحت بعض الشهادات والاعتمادات الدولية معيارًا أساسيًا لدخول المنتج المصري هذه الأسواق.

وتدخل أسيوط اليوم مرحلة جديدة من التطور الصناعي عبر وحدات تجهيز متطورة تهدف لرفع نقاء المنتج إلى مستويات تقارب 98٪، وهو ما يجعل النباتات العطرية القادمة من الصعيد منافسًا قويًا في سوق عالمي سريع النمو.

 

العامل البشري.. حلقة محورية في نجاح الصناعة

ورغم توفر المعدات الحديثة، لكن يبقي العامل البشري ، وتدريبه حجر الأساس في تطوير هذه الصناعة. فالإلمام بتقنيات الفرز، ومعايير الجودة، وطرق الحصاد المناسبة، يضمن المحافظة على جودة النباتات منذ خروجها من الأرض حتى دخولها خطوط التجفيف والتجهيز.

ولهذا تتجه المحافظة إلى برامج تدريبية لرفع مهارات العاملين، بالتعاون بين المؤسسات الحكومية والجامعات والجمعيات الزراعية، بهدف خلق كوادر قادرة على التعامل مع أدوات الإنتاج الحديثة وتحقيق أفضل نتائج ممكنة.

 

التكتلات الاقتصادية: نموذج للتنمية المستدامة

تعمل المشروعات المرتبطة بالنباتات العطرية ضمن مظلة “التكتلات الاقتصادية”، وهي آلية تتبناها الدولة لدعم الصناعات التي تمتلك ميزة تنافسية في المحافظات.

هذا النموذج يعتمد على تجميع المنتجين والمزارعين والمصنعين ضمن سلسلة واحدة، بهدف رفع القدرة الإنتاجية وتقليل الهدر، وتوفير فرص أكبر للتسويق والتصدير.

وجود وحدات تجهيز حديثة في مراكز الإنتاج يساعد في تقليل تكاليف النقل، وتحسين جودة المنتج، ورفع القدرة على التفاوض مع الشركات المصدرة.

 

تصريحات اللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط 

ومن جهته، أكد  اللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط علي  استمرار دعم مشروعات التكتلات الاقتصادية باعتبارها أحد ركائز التنمية المستدامة، لافتًا إلى أن مركز أبنوب يعد من أبرز المناطق المنتجة للنباتات العطرية والطبية مثل الريحان والبردقوش والشمر.

وشدد أبو النصر على ضرورة رفع كفاءة العاملين من خلال برامج تدريبية متخصصة، وتعزيز التعاون بين المزارعين والمصنعين لتحسين الجودة وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات في السوقين المحلي والعالمي.

وأوضح أبو النصر أن المحافظة  تملك كل مقومات أن تتحول إلى مركز إقليمي لصناعة النباتات الطبية والعطرية، خاصة مع الدعم الحكومي المتزايد والبنية التحتية التي يجري تطويرها. وإذا استمرت جهود رفع الجودة وتطوير المهارات وتوسيع وحدات تجهيز النباتات، سيكون للصعيد نصيب أكبر في سوق عالمي يزداد طلبه على المنتجات الطبيعية، مما ينعكس مباشرة على تحسين دخل المزارعين ودعم الاقتصاد المحلي.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب