علم الروم.. حصن الروم وممر الفتح العربي لإفريقية

الأحد، 09 نوفمبر 2025 05:00 ص
علم الروم.. حصن الروم وممر الفتح العربي لإفريقية علم الروم

محمد عبد الرحمن

على بعد بضعة كيلومترات من قلب مرسى مطروح، تمتد منطقة علم الروم التي لا تُعد مجرد بقعة ساحلية هادئة، بل صفحة من صفحات التاريخ القديم التي ما زالت تحكي عن عصورٍ متعاقبة مرّت على أرضها، من الرومان إلى العرب والمسلمين.

يُرجّح المؤرخون أن اسم "علم الروم" ارتبط بوجود حصن روماني قديم كان يُعرف باسم "آرتوس" أو "بوثيس"، أُقيم لحماية مدينة بارتيليوم، وهو الاسم الروماني القديم لمرسى مطروح. ومع مرور القرون، ظل هذا الحصن شاهدًا على تحوّلات المنطقة، حتى جاء العرب خلال الفتوحات الإسلامية نحو شمال أفريقيا فصادفوه، وأطلقوا عليها الاسم الذي لا يزال يُستخدم حتى اليوم.

 

من حصن الروم لممر الفتح العربي نحو أفريقيا

أما كلمة "علم" في اللغة العربية، فهي تعني الجبل المرتفع أو العلامة البارزة، وقد استخدمها العرب قديمًا للدلالة على المكان الظاهر من بعيد. ويُروى أن القبائل العربية كانت توقد المشاعل على رؤوس الجبال عند الخروج للحرب أو لهداية المسافرين ليلاً، ومن هنا جاء تعبير "العلم في رأسه نار" الذي استخدمته الشاعرة الخنساء في رثاء أخيها صخر، قائلة: "وإن صخرًا لتأتم الهداة به... كأنه علمٌ في رأسه نار".

ومن خلال هذا المعنى، يبدو أن "علم الروم" كانت تشير إلى جبل أو مرتفع كان عليه الحصن الروماني، فأصبح بمثابة "علمٍ" يراه الناس من بعيد، يرمز إلى المدينة وإلى الحاميات التي كانت تحرس سواحل البحر الأبيض المتوسط.

ومع دخول الفتح الإسلامي إلى مصر واتساعه نحو الغرب، مرّ القادة المسلمون عبر هذه المنطقة في طريقهم إلى برقة وتونس والمغرب، لتصبح علم الروم شاهدًا على مرحلة انتقالية بين حضارتين عظيمتين: الحضارة الرومانية التي تركت آثارها ومعمارها، والحضارة الإسلامية التي حملت قيم العدالة والتمدن والعلم.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب