رحل عن عالمنا قيس جمعة عازف الكمان وأحد أعضاء فرقة القيصر كاظم الساهر، حيث أعلن الخبر أحد أصدقائه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلاً: "وداعا.. قيس جمعة.. عاشق الكمان ورفيق الساهر في رحلته الموسيقية".
وفاة قيس جمعة احد اعضاء فرقة كاظم الساهر
وتابع: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. فقدت الساحة الموسيقية العراقية اليوم أحد أبرز وجوهها الهادئة والموهوبة برحيل الفنان (قيس جمعة) عازف الكمان القدير في فرقة الفنان كاظم الساهر الموسيقية الذي وافته المنية صباح هذا اليوم في العاصمة الأردنية عَمّان، ليترك فراغاً في فرقته ولدى زملائه، ووجعاً في قلوب أسرته ومحبيه".
نقابة الفنانين العراقيين تنعي قيس جمعة
ونعت نقابة الفنانين العراقيين قيس جمعة عبر صفحتها على "فيس بوك": "ببالغ الحزن والأسى تنعى نقابة الفنانين العراقيين، رحيل الفنان عازف الكمان قيس جمعة، والذي وافته المنية هذا اليوم إثر مرض عضال سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه ومحبيه وزملائه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون".
وُلد عام 1962 في مدينة السماوة بمحافظة المثنى، حيث تشرب حب الأرض والإنسان قبل أن يتشرب حب الموسيقى. وبعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة عام 1983، التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية، ونُسب إلى دائرة المسرح العسكري ليكون القدر بانتظاره هناك، حيث التقى بكاظم الساهر الذي كان واقفاً برفقة ثلة من فنانين موهوبين بعضهم شكلوا معه نواة شراكة فنية طويلة، وبعضهم الآخر شقّ لنفسه طريقا مستقلا، ومنهم: عازف البيانو رائد جورج، وعازف الطبلة بابكين، وعازف الكونترباص ثامر كمال، وعازف الكمان قصي شبر والمطربون أحمد نعمة ومحمود شاكر وصلاح حميد ومالك محسن وشعبان صباح وآخرين
وفي عام 1993 انضم قيس إلى فرقة كاظم الساهر التي كانت تشهد آنذاك صعوداً مبهراً وتطوراً غير مسبوق، لتتحول إلى واحدة من أرقى الفرق الموسيقية المصاحبة في العالم العربي، لم يتردد الساهر في قبول هذا العازف المتمرس، بل رحب به بحرارة، ليبدأ قيس رحلة فنية غنية رافق فيها صوت كاظم الساهر الشجي بأنغام كمانه العاطفية في العديد من أغنياته الخالدة.
لكن شغف قيس بالتعليم وتطوير الذات دفعاه عام 1994 لقبول عرض للتدريس في أحد المعاهد الموسيقية في تونس، آخذاً في حسبانه مستقبله الأكاديمي.. وبخجل وارتباك، فاتح قيس كاظم الساهر برغبته في ترك الفرقة والتحول الى التدريس. وكان ردُّ الساهر مفاجئاً وغنياً بالتفهم والنبل؛ حيث شجعه على السعي لما يراه مناسباً لمصلحته، دون أي تردد، غير أن تجربة الغربة والعمل الأكاديمي، رغم قيمتها، لم تكن بديلاً عن حرارة المنصة وروحانية العزف مع فرقة أصبحت عائلة له.
وبعد أقل من عام، عاد قيس جمعة ليتصل بالساهر من تونس معتذراً وطالباً العودة، وكان الرد أكثر نبلاً مما توقع حيث جاء: "لا بأس يا قيس، أنت لم تخطئ لكي تعتذر، لقد حاولت أن تجد الأفضل لمستقبلك.. أنا أرحب بك في فرقتي دائماً، لأنك إنسان صادق وجاد وفي غاية الأدب والكياسة والذوق، كما أنك عازف متميز لا نفرط فيه.
ومنذ تلك اللحظة، أصبح قيس جمعة عنصراً أساسياً في فرقة كاظم الساهر، ورافقها في معظم الحفلات قبل ان يُصاب بمرضه. كانت أنغام كمانه تنساب كخيط من نور يرسم ملامح الحزن والشوق والفرح في أغاني كاظم الساهر، مساهماً فعالا في صياغة ذاكرة موسيقية خالدة.