احتفالات بطعم الخوف.. الإرهاب يعكر احتفالات أوروبا بالكريسماس.. دول تلغى أحداث كبرى بسبب مخاوف أمنية.. ألمانيا تلغى سوق هام وفرنسا توقف حفل موسيقى فى الشانزليزيه.. وتحذيرات من تجنيد القصر وتزايد الخطر «السائل»

الجمعة، 05 ديسمبر 2025 04:00 ص
احتفالات بطعم الخوف.. الإرهاب يعكر احتفالات أوروبا بالكريسماس.. دول تلغى أحداث كبرى بسبب مخاوف أمنية.. ألمانيا تلغى سوق هام وفرنسا توقف حفل موسيقى فى الشانزليزيه.. وتحذيرات من تجنيد القصر وتزايد الخطر «السائل» احتفالات الكريسماس

فاطمة شوقى

تشهد أوروبا حالة غير مسبوقة من القلق الأمنى قبيل موسم أعياد الميلاد ورأس السنة، حيث اتخذت عدة دول قرارات بإلغاء فعاليات جماهيرية كبرى خوفا من تهديدات إرهابية، فى وقت تستمر فيه أجهزة مكافحة الإرهاب بالتحذير من تصاعد عمليات التجنيد والتطرف بين القاصرين خلال العام والنصف الماضيين.

 

فرنسا تلغى حفل موسيقى فى الشازليزيه

ففى فرنسا، أعلنت السلطات إلغاء حفل ليلة رأس السنة الذى يُقام سنويًا فى جادة الشانزليزيه، أحد أشهر معالم باريس. وجاء القرار بعد تحليل دقيق للمخاطر، خلص إلى أن حجم التجمعات المتوقع يشكّل تهديدًا أمنيًا يصعب السيطرة عليه فى الظرف الحالي. وذكرت الشرطة أن القرار يهدف لحماية المواطنين ومنع وقوع أى حادث يمكن أن يستغله الإرهابيون.

 

ألمانيا تلغى الأسواق التقليدية

أما فى ألمانيا، فقد أعلنت عدة مدن خطوات مماثلة. ففى مدينة ماجديبورج، تقرر إلغاء سوق عيد الميلاد الشهير، بعد أن رأت السلطات أن خطة التأمين غير كافية لضمان سلامة الزوار، خاصة بعد الحادث الإرهابى الخطير الذى شهدته المدينة العام الماضى وأسفر عن 24 قتيلًا. كذلك أعلنت مدينة روستوك عدم إعادة فتح سوق عيد الميلاد لعام 2025، بعدما كان مغلقًا العام الماضى أيضًا، بسبب مخاوف أمنية وعدم توفر ميزانية كافية لتطبيق إجراءات مكافحة الإرهاب المطلوبة.

 

وفى مدينة أوفرات الألمانية، أُلغى الحدث السنوى بسبب عدم قدرة المنظمين على تحمّل تكاليف الحواجز الأمنية المُحكمة، وارتفاع تكلفة الانتشار الشرطى، وهو ما يعكس أزمة حقيقية تواجه الفعاليات العامة فى أوروبا: الأمن بات مكلفًا أكثر من قدرة المنظمين.

 

الخطر السائل

يقول خبير الإرهاب الدولى تشيما خيل أن قرارات الإلغاء لا تعكس وجود تهديد محدد بقدر ما تعكس طبيعة "الخطر السائل"، على حد وصفه، وهو ذلك النوع من المخاطر الإرهابية التى لا تحمل مؤشرات واضحة ولكنها موجودة فى الخلفية، وقابلة للانفجار فى أى لحظة. وأضاف: من ينتظر يقينًا كاملًا فى ملف الإرهاب، سيظل بلا أمل. هذه التهديدات تتشكل باستمرار وتتبدل بسرعة، وهو ما يجعل التعامل معها معقدًا للغاية.

 

مخاوف تجنيد للقاصرين

ويُحذر خيل خصوصًا من ظاهرة تجنيد القاصرين، موضحًا أن عمليات الاعتقال الأخيرة فى أوروبا كشفت مستويات جديدة من التطرف بين المراهقين، حيث أنه فى إسبانيا تم اعتقال قاصر فى اشبيليه كان يخطط لتفجير معهد مدرسى ومركز شرطة باستخدام مادة شديدة الانفجار تعرف باسم الشيطان، وكان يصنعها داخل منزل.

 

كما اعتقلت الشرطة الاسبانية فى التشى، 5 قاصرين كانوا يخططون لمهاجمة كنيسة تاريخية، بازيليكا سانتا ماريا.

 

وفى فرنسا، أحبطت الشرطة عدة هجمات كان ينوى قاصران 16 عاما تنفيذها فى باريس مقلدين الإرهابى محمد مراح الذى نفذ عمليات قتل مروعة قبل سنوات.


ويُشير خيل إلى أن الجماعات الإرهابية تستغل حالة القلق الأمنى الأوروبى الحالية وتروّج عبر قنواتها الدعائية لفكرة أن إلغاء الفعاليات انتصار لها، وأن أوروبا تتراجع تحت التهديد فقط، ما يعزز من قدرتها على تجنيد المزيد من الشباب المتطرفين.


ورغم حالة الإلغاء التى تجتاح العديد من المدن الأوروبية، لم تُعلن إسبانيا حتى الآن وقف أى فعاليات، لكن وزارة الداخلية الإسبانية تستعد لإصدار تعليمات أمنية جديدة تهدف إلى تعزيز حماية الفعاليات الكبرى، وسط توقعات بزيادة الإجراءات الوقائية، خاصة فى الأسواق والاحتفالات الدينية وأماكن التجمعات العامة.


وتجد الحكومات الأوروبية نفسها اليوم أمام توازن صعب بين استمرار الحياة العامة والاحتفالات التقليدية التى تُعد جزءًا من الهوية الثقافية للقارة، وبين الالتزام بتوفير أقصى درجات الأمان للمواطنين فى ظل تهديدات يصعب التنبؤ بها أو السيطرة عليها، خصوصًا فى ظل دخول المراهقين بقوة فى العمليات الإرهابية، وتزايد مخاطر الذئاب المنفردة التى يصعب رصدها عبر الأجهزة التقليدية.


ويبدو واضحًا أن موسم أعياد 2025 سيكون مختلفًا فى أجزاء واسعة من أوروبا، حيث تحولت الاحتفالات من مناسبة للفرح إلى موضوع نقاش أمنى وسياسى مكثف، يعكس حجم التحديات التى تواجهها القارة فى المرحلة المقبلة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب