أعلن باحثون من جامعة يوليوس ماكسيميليان في فورتسبورج بألمانيا، عن مبادرة بحثية جديدة تجمع بين الذكاء الاصطناعي وعلم الآثار لكشف أسرار الحضارة الحيثية القديمة، ويعيد هذا المشروع صياغة كيفية تحليل الخبراء لآلاف شظايا الألواح الطينية وربطها ببعضها، والتي خلّفتها إحدى أقوى إمبراطوريات العصر البرونزي في الأناضول، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".
المسارات الرقمية إلى العالم الحثى
يهدف المشروع، المعنون "المسارات الرقمية إلى العالم الحثي"، إلى تحديث بوابة هيثيتولوجي-بورتال ماينز (HPM) ، وهي مورد رقمي عريق للدراسات الحثيية، ومن خلال دمج أدوات الذكاء الاصطناعي وعلم الآثار وعلم فقه اللغة، يخطط الفريق لتوسيع البوابة لتصبح منصة متطورة للبحث في العالم الحثي.
ويدير المشروع البروفيسور دانييل شويمر، رئيس قسم دراسات الشرق الأدنى القديم في جامعة جيمس ماديسون، بالتعاون مع ستيفاني دوبر ومارتن جروبر وأندرياس شاشنر من المعهد الأثري الألماني في إسطنبول.
تحسين تحليل الأجزاء واتساق البيانات
من أولويات المشروع تحسين جودة البيانات، منذ بدء أعمال التنقيب في بوغازكوي-حاتوشا عام 1906، تباينت السجلات في اتساقها، وصرح دوبر بأن اختلافات كيفية توثيق مواقع التنقيب على مر العقود تُصعّب إجراء عمليات بحث منظمة.
ويعمل الفريق على معالجة هذه المشكلة من خلال تنظيف البيانات الوصفية، وتوحيد أسماء المواقع، وتحسين كيفية وصف الأجزاء وربطها.
بالإضافة إلى تحسين البيانات الحالية، يُقدّم المشروع أدوات لغوية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، يجري حاليًا تكييف نموذج لغوي كبير مُدرّب باللغة الألمانية، يُعرف باسم LLäMmlein، لتعلم اللغة الحثية.
سيساعد هذا النموذج الباحثين على إعادة بناء النصوص المجزأة من خلال التنبؤ بالاستمرارية المحتملة وتحديد الأنماط اللغوية، مما يؤدي إلى تسريع عملية تجميع الألواح غير المكتملة.
من أهمّ الموضوعات التي يركّز عليها الباحثون هي حلّ التناقضات في السجلات الميدانية القديمة، إذ يُراجع الباحثون سجلات التنقيب الأصلية لتوحيد المصطلحات وضمان دقة رسم خرائط مواقع العثور على الألواح والأشياء الأثرية.
ويعمل الفريق أيضًا على تحسين أساليب تصنيف القطع الخزفية، والابتعاد عن الميزات غير الموثوقة مثل الطول المحفوظ نحو أنظمة التصنيف الرقمي الأكثر دقة.
الحضارة الحثية
ترك الحيثيون، الذين حكموا معظم الأناضول بين عامي 1650 و1200 قبل الميلاد، آلاف الألواح المسمارية، ومن خلال ربط النصوص والقطع الأثرية والسياق الأثري عبر الأدوات الرقمية، يهدف المشروع إلى فتح آفاق جديدة للاكتشاف في مختلف التخصصات.