بذور القمح والشعير تكشف عن طقوس الدفن فى العصر البرونزى المبكر بتركيا

السبت، 25 أكتوبر 2025 06:00 ص
بذور القمح والشعير تكشف عن طقوس الدفن فى العصر البرونزى المبكر بتركيا بقايا البذور

كتبت ميرفت رشاد

اكتشف علماء الآثار في كولوبا هويوك بتركيا، وهو تل من مرحلة ما قبل التاريخ كان مأهولاً بالسكان بشكل مستمر من 3200 إلى 1950 قبل الميلاد، بذوراً محترقة وبقايا نباتات متناثرة في القبور، مما يشير إلى ممارسة دفن في العصر البرونزي المبكر، حيث كان يتم التعامل مع الموت كممر وليس نهاية، وفقا لما نشره موقع turkiyetoday ويضيف هذا الاكتشاف دليلاً قوياً على عبادة الموتى في الموقع، ويسلط الضوء على كنز زراعي راسخ في المعتقد المحلي.

النباتات المتناثرة والمحترقة تكشف عن طقوس منظمة

ركزت الحفريات التي قادها البروفيسور مراد توركتيكي من جامعة بيلجيك سيه أديبالي، على المقبرة خارج المستوطنة.

وعثر الفريق على آثار قمح وشعير أدرجها الباحثون على أنها قمح جرنيك، وسييز، وقمح خبز، وقمح دوروم إلى جانب بقوليات مثل العدس والبازلاء والكارابورجاك (البيقة السوداء)، والتي أُحرقت ثم نُثرت فوق القبور أو داخلها، وُجد بعضها داخل مدافن جرار، وأحيانًا داخل قبور من الطوب اللبن.

وأشار توركتيكي إلى أن هناك ممارسات مماثلة معروفة في مواقع أخرى في الأناضول، إلا أن اكتشافات كولوبا هذا العام تميزت بشظايا بذور كبيرة بشكل غير عادي.

وقال إن هذه البذور ربما جاءت من مخزون البذور المحفوظ للزراعة، ثم تم وضعها عمداً أثناء الدفن.

مقبرة استُخدمت لقرون في العصر البرونزي المبكر

يعود تاريخ مقبرة كولوبا إلى حوالي 5200 عام، ويبدو أنها ظلت قيد الاستخدام لنحو ثلاثة قرون، وقد وثّق المنقبون آثارًا تعود لأكثر من 160 شخصًا.

وأكد توركتيكي أن مجتمعات العصر البرونزي المبكر هنا كانت تعيش في المقام الأول على الزراعة وأن القمح ظل المحصول الرئيسي، مما شكل الاقتصاد المحلي، وبالتالي فإن وجوده في القبور يقرأ بمثابة استمرارية بين الحياة اليومية والمعتقدات حول الحياة الآخرة.

بقايا النباتات

وأفاد عالم الآثار عبد الرحيم كافيت أوزكان أن الفريق عثر أيضًا على بقايا من التوت الأسود، مما يشير إلى أن النباتات المحيطة لعبت دورًا يتجاوز مجرد البيئة.

وقال إن وجود مثل هذه النباتات يشير إلى ارتباط مع الطبيعة استمر حتى في السياقات الجنائزية، مما يعكس الإيمان والهوية والوعي البيئي.

وأضاف أوزجان أن النباتات البرية شوهدت بكميات كبيرة. ومن بين تلك التي سُجِّلت: أراب بقلسي، وكودوز أوتو، وتاسكيسن، ويوغارت أوتو، وأك سيركن.

وزعم أن حرق هذه النباتات ونثرها يشكل لغة رمزية للحزن، معبرة عن فهم قديم للموت باعتباره تحولاً، وتعزز الرابطة العميقة الدائمة بين الناس والعالم الطبيعي.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب