الخطاب الذي غير تاريخ العالم.. أوربان الثاني يشعل شرارة الحروب الصليبية

الخميس، 27 نوفمبر 2025 05:00 م
الخطاب الذي غير تاريخ العالم.. أوربان الثاني يشعل شرارة الحروب الصليبية الحروب الصليبية

كتبت بسنت جميل

فى 27 نوفمبر من عام 1095، ألقى البابا أوربان الثاني خطابه الأشهر فى العصور الوسطى، الخطاب الذي أدى إلى انطلاق الحروب الصليبية من خلال خطاب واحد تحول إلى "نداء عام" دعا فيه مسيحيى أوروبا إلى حمل السلاح والتوجه شرقًا، لنجدة بيزنطة واستعادة القدس، فكانت الشرارة الأولى لما عرف لاحقًا بالحملات الصليبية.

ولد أوربان باسم أودو من لاجيري، وكان تلميذا للمصلح الكبير البابا جريجوري السابع، وكما فعل جريجوري، جعل أوربان الإصلاح الداخلي محور اهتمامه، فهاجم بيع المناصب الكنسية (السيمونية) وسائر الانتهاكات الدينية التي كانت شائعة في العصور الوسطى، وقد أثبت جدارته كرجل دين قوي ومتمرس، وعندما انتخب بابا عام 1088 كرس جهوده لإضعاف نفوذ منافسه كليمنت الثالث، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع هيستورى.

بحلول نهاية القرن الحادي عشر أصبحت الأرض المقدسة ـ المنطقة التي تعرف اليوم بالشرق الأوسط ـ نقطة صراع للمسيحيين الأوروبيين، فمنذ القرن السادس اعتاد المسيحيون الحج بانتظام إلى مهد ديانتهم، إلا أن سيطرة الأتراك السلاجقة على القدس أدت إلى منعهم من دخول المدينة المقدسة.

وعندما هدد السلاجقة لاحقًا باجتياح الإمبراطورية البيزنطية والاستيلاء على القسطنطينية، وجه الإمبراطور ألكسيوس الأول نداء إلى أوربان طلبًا للعون.

لم يكن هذا النداء الأول من نوعه، لكنه جاء في وقت بالغ الأهمية بالنسبة للبابا، ورغبةً منه في تعزيز سلطة البابوية، انتهز أوربان الفرصة لتوحيد أوروبا المسيحية تحت قيادته وخوض حرب تهدف إلى استعادة الأرض المقدسة من السلاجقة.

وفي مجمع كليرمون بفرنسا، حيث اجتمع المئات من رجال الدين والنبلاء، ألقى أوربان خطابًا حماسيًا دعا فيه الأغنياء والفقراء إلى نبذ صراعاتهم الداخلية وخوض حرب لنصرة المسيحيين في الشرق واستعادة القدس، وقد وجه انتقادات لاذعة للمسلمين، ومبالغات في وصف ما نُسب إليهم من أعمال معادية للمسيحية، ووعد بالغفران ومغفرة الخطايا لكل من يموت في خدمة المسيح.

انتشر خطاب أوربان كالنار في الهشيم، فهب رجال الدين لحشد الدعم في مختلف أنحاء أوروبا للحملة ضد المسلمين، وقد استجاب ما بين 60 ألف و100 ألف شخص لدعوته، ولم يكن كلهم بدافع التقوى؛ إذ أغرى كثيرًا من النبلاء الطمع في توسيع ممتلكاتهم والحصول على الثروات التي قد تجلبها الحملة، وكان هؤلاء النبلاء سببًا في موت أعداد كبيرة من الأبرياء خلال طريقهم إلى الأرض المقدسة وفي داخلها، إذ استنزفوا ثروات وممتلكات من اعتبروهم أعداءً لقضيتهم.

كما أدت قلة خبرة الفلاحين المسيحيين وانعدام انضباطهم مقارنة بالجيش المسلم المدرب إلى تكبدهم خسائر كبيرة في البداية، ولم يحققوا الانتصار في النهاية إلا بفعل كثرة أعدادهم.

وفاة أوربان 

توفي أوربان عام 1099، بعد أسبوعين من سقوط القدس، وقبل أن تصله أخبار الانتصار، وكانت حملته الأولى فاتحة لسبع حملات كبرى على مدى القرنين التاليين عرفت جميعها بـ الحروب الصليبية، ولا تزال آثارها الدامية محسوسة حتى اليوم، وقد أعلنت الكنيسة الكاثوليكية تطويب أوربان عام 1881.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب