أحمد التايب

قوة الدول لا تُقاس بالتغريدات

الإثنين، 24 نوفمبر 2025 02:17 ص


لاشك أن المنطقة العربية تتعرض للعديد من التحديات والتهديدات الغير مسبوقة فى ظل عالم يموج بالمتغيرات، ما يتطلب إعادة النظر في معالم وأوراق القوة لديها، وما أود الإشارة إليه في مقال اليوم، الخطاب الإعلامى وأهميته في هذا التوقيت بالغ الحساسية من ناحية، وأيضا في ظل زمن مواقع التواصل الاجتماعى، وما أحدثته من انتشار كبير، كان له عظيم الآثر على كل كثير من العلاقات بل ومستقبلها، وهنا نتحدث بشكل واضح عن تداعيات الخطاب العبثى على هذه المواقع، والذى ما دائما يفرغ النقاش من مضمونه، ويعتمد على السطحية ويختزل الأشياء دون التطرق إلى الحقائق وأصولها في مشهد لا يعبر إلا عن جهل سياسى وضحالة فكر ووعى خاصة في كثير من القضايا المطروحة للنقاش، فيهتم مثلا بقضايا جدلية وترك قضايا مهمة، يتحدث عن تنافس على زعامة وريادة.

لذلك، ندعو إلى أن يكون هناك خطاب ينشد التكامل ويستهدف الوحدة، لأن ببساطة، لا نحتاج في ظل تلك التحديات والأخطار والمتغيرات إلى إلا منظومة قوة، فالعالم تحكمه مصالح وتحالفات مدروسة، ونحن نتحدث لغة واحدة وتجمعنا ثقافة وهوية واحدة، وتربطنا أواصر من المحبة، ولدينا أوراق قوة مختلفة، ولا ننسى أن الولايات المتحدة وهى القوة العظمة التي تتربع على عرش النظام العالمى، لا تعمل منفردة بل تعمل ضمن تحالفات استراتيجية في كل المستويات وعلى كل الأصعدة.
وهو ما يجب أن ننتبه إليه، كل دولة عربية تمتلك قدراتها الخاصة في منظومة تكامل تحمي مصالح الأمة، حال إحداث التكامل، فهذه الدولة بمثابة ثقل استراتيجى، وأخرى تحقق اتزانا عسكريا ، وتلك قوة اقتصادية، فليس  المطلوب أن تتصارع بل أن تخلق واقعًا لا يسمح لأي قوة خارجية تفرض واقعا أو تستغل موقفا..

لذا، مهم أن ننتبه إلى هذا الخطاب العبثى الذى يفرق لا يجمع ويهدم لا يبنى، ونتذكر دائما أن  الدول لا تُقاس بقوة التغريدات، بل بالحفاظ على الأوطان وبقوة المؤسسات، والاقتصاد، والتحالفات،  وبامتلاك القرار، حتى يحترمنا العالم وتتغير الموازين والمفاهيم..




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب