بضعة أيام من السهر كافية لتدمير توازن جسم طفلك.. استشارى يحذر

السبت، 22 نوفمبر 2025 01:00 ص
بضعة أيام من السهر كافية لتدمير توازن جسم طفلك.. استشارى يحذر السهر عند الأطفال

كتبت مروة محمود الياس

لم يعد السهر سلوكًا يخص الكبار وحدهم، فقد أصبح جزءًا من يوميات أطفالنا بين الواجبات الدراسية، والألعاب الإلكترونية، ومقاطع الفيديو الممتدة حتى منتصف الليل. إلا أن هذا النمط البسيط في ظاهره، يُحدث اضطرابًا داخليًا عميقًا في أجساد الصغار خلال أيام معدودة، وفق لما يحذر منه الأطباء، فالجسم الطفولي لا يحتمل الفوضى في مواعيد النوم، لأن كل ساعة من الليل تُسهم في بناء متكامل للنمو والمناعة والاتزان العصبي.

وفقًا لتقرير نشره موقع Cleveland Clinic الطبي، فإن قلة النوم تُربك توازن الجسم الكيميائي، وتؤثر في كل الأجهزة الحيوية تقريبًا. أثناء النوم العميق، يطلق الجسم موجات منظمة من الهرمونات المسئولة عن تجديد الخلايا، وإصلاح الأنسجة، وتحفيز النمو. وحين تتكرر ليالي السهر، تُعطل هذه الدورة الحيوية، فيظهر الإرهاق أولًا، ثم تتوالى العلامات الأخطر من ضعف التركيز إلى اضطراب الشهية واعتلال المزاج.

السهر يعيد ضبط الساعة البيولوجية بطريقة خاطئة
 

ويشير الأطباء إلى أن الطفل الذي يسهر لعدة ليالٍ متتالية، يبدأ جهازه العصبي في تعديل ساعته الداخلية كما لو أن النهار والليل قد تبادلا الأدوار. وبهذا يصبح الجسم في نشاط وقت الراحة، وخاملاً وقت الاستيقاظ. وتلك الفوضى في الإيقاع تؤدي إلى خلل في إفراز هرمونات النمو والكورتيزول والإنسولين، مما يؤثر في النمو الجسدي والقدرة على مقاومة الأمراض.

ويقول الدكتور محمد فاروق، استشاري طب الأطفال بقصر العيني، إن بضعة  أيام فقط من السهر المتواصل يمكن أن تخلّ بتوازن الجسم بالكامل، وفى الصغار بشكل خاص،  تجعل كل نظام جسم الطفل مضطربا،  ويصبح عشوائيا، فتضطرب المناعة وتصبح أكثر عرضة للعدوى خاصة في الشتاء، وتقل قدره الجسم على مقاومة الأمراض والعدوى، ويضعف الشعور بالقوة والنشاط وتزيد فرص الشعور بالخمول الدائم وأوجاع الجسم.


ويضيف أن النوم المضطرب لطفل صغير يؤثر سلبا على انتظام  الهرمونات لديه، خاصة هرمونات النمو  وبالتالى يضطرب نموه وتضطرب وظائف الدماغ، وأي اضطراب فيها يترك أثرًا سريعًا على السلوك والصحة العامة.

خلل هرموني ومناعة أضعف
 

يؤكد الدكتور فاروق أن أول ما يتأثر هو الحالة المزاجية ورغبته في تناول الطعام، فتتاثر شهيته بشكل كبير اما بالشراهة الشديدة أو بانعدام الشهية تماما، وبالتالي يتأثر النمو سلبا ، لان هرمونه  يُفرز أثناء  النوم المتواصل العميق، مما ينعكس على طول الطفل وقوة عظامه وعضلاته. وفي المقابل يبدأ الطفل بالشعور بمشاعر سلبية، مثل القلق الدائم والتوتر والحزن أو العصبية والانفعالات الشديدة، تزيد معاها فرص الحركة الدائمة والتشتت في الانتباه.


  واضاف أن السهر يضعف الجهاز المناعي تدريجيًا. النتيجة أن الطفل الذي يسهر كثيرًا يصبح أكثر عرضة للإصابة بالبرد والالتهابات، ويبدو أكثر خمولًا أثناء النهار.

اضطراب في الشهية والسلوك
 

قلة النوم  تزيد من رغبة الطفل في نوعيات معينة من الطعام، تكون غير صحية على الاطلاق مثل  الأطعمة الدهنية الدسمة أو السكريات والحلوى.

الجهاز العصبي للطفل  يحتاج لأخذ فترات راحة تساعده على توازنه ونشاطه،  وأي حرمان منها يسبب ضعفًا في السيطرة على العواطف وصعوبة في التركيز وصعوبة في التحكم في الشهية ويصبح الجسم عرضه لأمراض شديدة مثل نزلات البرد والانفلونزا.

وتكمل الخطورة أيضا في عدم القدرة على تعويد الطفل مرة أخرى على النوم الصحي بسهولة لأن هذا النمط من السهر الدائم يعتاده الطفل اعتيادا شديدا، لذا يجب تعويد الطفل على النوم في ساعات مبكرة ومنتظمة.

الأداء الدراسي ضحية أخرى
 

يُوضح تقرير Cleveland Clinic أن النوم ليس فقط وسيلة للراحة، بل عنصر أساسي في تكوين الذاكرة. أثناء النوم العميق، يُعيد الدماغ ترتيب المعلومات التي تلقاها الطفل خلال اليوم، فينقلها من الذاكرة القصيرة إلى الطويلة. وعندما يقلّ النوم، تتعطل هذه العملية، فيصبح الطفل أكثر نسيانًا وتشتتًا داخل الفصل. لذا فإن السهر بهدف الدراسة أو الترفيه يعود بنتائج معاكسة تمامًا.

خطوات عملية لاستعادة التوازن
 

يشدد الدكتور فاروق على أهمية تنظيم ساعات النوم ومكانه وبيئته، ويؤكد أن أي تغيير  في عادات النوم يظهر أثره على مناعة الطفل بشكل واضح،  فبعد أيام قليلة من انتظام النوم، يتحسن قدرة الجسم على التعامل مع الامراض، ويتحسن  المزاج والتركيز وتختفي نوبات العصبية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب