صدر حديثًا عن دار دون للنشر والتوزيع كتاب بعنوان "العمامة والرصاص: الجغرافيا السياسية للتنظيمات الجهادية من أفغانستان إلى أوروبا"، للدكتور طارق دحروج، منصب سفير مصر لدى فرنسا تقديم أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، ويقدم قراءة تحليلية معمقة لمسار التنظيمات الجهادية المسلحة، منذ تشكلها الأول في الساحة الأفغانية إبان الحرب الباردة، مرورًا بمناطق الصراع في الشرق الأوسط، وصولًا إلى تمدد بعض فصائلها وتنظيماتها في قلب العواصم الأوروبية.
يتناول الكتاب، في فصوله المختلفة، الخلفيات التاريخية والفكرية لنشوء التنظيمات الجهادية، والعوامل الدولية والإقليمية التي ساهمت في صعودها، مع التركيز على مفهوم "الجغرافيا السياسية للجهاد"، وكيف تنتقل هذه التنظيمات من ساحة إلى أخرى وفق ميزان القوى والتحالفات وصراعات النفوذ.
ويفرد المؤلف مساحة واسعة لتحليل تحولات الخطاب الأيديولوجي لتلك التنظيمات، وآليات التجنيد والتعبئة التي تعتمد عليها، خاصة عبر الفضاء الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب قراءة خرائط التمويل والدعم اللوجستي، وأثر الحروب الأهلية والفراغات الأمنية في إتاحة بيئات حاضنة لنشاطها.
كما يناقش الكتاب حضور هذه التنظيمات في بعض الدول الأوروبية، وكيف تعاملت الحكومات مع تهديداتها أمنياً وتشريعياً وإعلامياً، لافتًا إلى أن المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي، وأن المواجهة الفعالة تقتضي استراتيجيات شاملة تجمع بين الإصلاح التعليمي والثقافي، وتعزيز سياسات الإدماج، وبناء خطاب ديني وفكري مضاد.
ويأتي "العمامة والرصاص" ليضيف إلى مكتبة الدراسات السياسية والأمنية عملًا يرصد الظاهرة في إطارها العابر للحدود، ويضع بين أيدي الباحثين والمهتمين مرجعًا تحليليًّا يسعى إلى تفكيك بنية التنظيمات الجهادية وفهم شروط ظهورها واستمرارها وتحوّلات مستقبلها.

العمامة والرصاص