دينا شرف الدين

مصر على مر العصور.. عاصمة الخلافة الفاطمية "قرنين من الزمان"

الجمعة، 14 نوفمبر 2025 07:00 ص


الدولة الفاطمية أو الخلافة الفاطمية أو الدولة العبيدية هى إحدى دول الخلافة الإسلامية، والوحيدة بين دول الخلافة التى اتخذت من المذهب الشيعى الإسماعيلى مذهبا رسميا لها.

قامت هذه الدولة بعد أن نشط الدُعاة الإسماعيليون فى دعوة الناس إلى القتال باسم الإمام المهدى المنتظر، هؤلاء الذين تنبأوا جميعًا بظُهوره فى القريب العاجل، ذلك خلال العصر العباسى فحققوا بذلك نجاحًا كبيراً تحديداً فى الأقاليم البعيدة عن مركز الحُكم، وبسبب مُطاردة العباسيين لهم واضطهادهم فى المشرق العربى، انتقلوا إلى المغرب حيثُ تمكنوا من استقطاب الجماهير، وأعلنوا قيام الخِلافة.

شملت الدولة الفاطمية مناطق وأقاليم واسعة فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فامتدت على طول ساحل البحر المُتوسط من بلاد المغرب إلى مصر، ثم توسع الخُلفاء الفاطميّون أكثر فضموا إلى مُمتلكاتهم جزيرة صقلية والشام والحجاز، لتصبح دولتهم أكبر دولة استقلت عن الدولة العباسية، والمُنافس الرئيسى لها على زعامة الأراضى المُقدَّسة وزعامة المُسلمين.

وقد اختلفت المصادر التاريخيَّة حول تحديد نسب الفاطميين، فمُعظم المصادر الشيعيَّة تؤكِّد صحَّة ما دعى به مؤسس هذه السُلالة، الإمام عبيد الله المهدى بالله، وهو أنَّ الفاطميين يرجعون بنسبهم إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وبهذا النسب يكونون عَلَويّون، ومن سُلالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من ابنته فاطمة الزهراء ورابع الخلفاء الراشدين الإمام على بن أبى طالب، ولكن من ناحية أخرى، أنكرت عدة مصادر هذا النسب وأرجعت أصل عبيد الله المهدى إلى الفرس أو اليهود.

حاول الفاطميون الاستيلاء على مصر مرتين فى عهد خليفتهم الأول المهدى أبو محمد لكنهم فشلوا، ثم حاولوا مره ثالثة فى عهد ابنه القائم بأمر الله لكنهم أيضاً فشلوا. ولكن محاولتهم فى عهد رابع خلفائهم المعز لدين الله قد نجحت.

اختار المعز لدين الله قائده الذى فتح المغرب الاقصى جوهر الصقلى ليقود جيش الغزو الفاطمى على مصر، فخرج الجيش بقيادة جوهر فى 6 مارس 969م (14 ربيع التانى سنة 358هـ)، ووصل جوهر الإسكندرية ودخلها دون أية معارك او صدامات، إذ خرج وفد من أعيان مصر من الفسطاط لاستقبال جوهر وطلب الأمان، فوافق جوهر وانعقدت اتفاقيه من ستة بنود هى:

- إعزاز المصريين وحمايتهم.

- معالجة الحالة الاقتصادية.

- تأمين طريق الحج الذى أصبح خطراً بسبب القرامطة.

- ترميم الجوامع وتزيينها والصرف على المؤذنين والأئمة من بيت المال.

- كفالة الحرية الدينية للمصريين والحق فى اختيار مذهبهم.

- كفالة الحريات للأقليات الدينية مثل المسيحيين واليهود.

نزل جوهر الصقلى بجنوده فى منطقة المناخة شمال شرق القطائع، وفى ليلتها 5 يوليو سنة 969م وضع حجر أساس العاصمة الفاطمية الجديدة القاهرة.

كانت القاهرة صغيرة وقت تأسيسها حسب قول على مبارك أن كل جنب من جوانبها الأربعة كان 1200 متر وأن مساحتها كانت 340 فدانا، والقصر الذى بناه جوهر كان على خمس المساحه أى أنه كان كان 70 فدانا وبستان كافور كان 30 فدانا وميدان عرض العسكر كان 35 فدانا وما تبقى كان 200 فدان لمعسكرات الجند.

كما كانت القاهرة فى بدايات العصر الفاطمى حى ملوكى يسكن به الخليفة وحريمه ورجال دولته وعساكره، لكنها بعد ذلك ومنذ عهد المستنصر بالله فتحت لعامة الناس.

حكم جوهر الصقلى مصر أربع سنوات وأخضع الحجاز والشام، ثم بعد اكتمال تأسيس القاهرة وبناء القصر الكبير والجامع الأزهر أرسل للمعز لدين الله فى المنصورية ليأتى إلى مصر، فخرج من المنصورية ودخل القاهرة فى 9 يونيو سنة 973م ونزل فى القصر الكبير.

 

العصر الفاطمى الأول

- {عصر الازدهار}

حكمت الدولة الفاطمية مصر أكثر من قرنين منذ، 969م وحتى 1171، ويمكن أن تنقسم لقسمين، القسم الأول الذى يعتبر عصر الازدهار والذى امتد لحوالى 100 سنة، وينتهى فى النصف الاول من حكم الخليفه المستنصر تقريباً.
فى هذه الفترة بذل الخلفاء الفاطميون جهدا كبيرا لتنظيم شئون مصر الداخلية وفيها انتشر الأمن ووضعت النظم الإدارية ونمت الزراعة ونهضت التجارة الداخلية، وازدهرت الآداب والعلوم والفنون، وتكون جيش قوى وأسطول بحرى متين.

 

العصر الفاطمى الثانى

- {عصر الوزراء}

فى النصف الثانى من حكم الدولة الفاطمية نخر الضعف جسدها ونشبت الصراعات وتبدلت الخطبة للفاطميين فى المغرب بخطبة للعباسيين.

وفى سنة 1065م/457هـ شح فيضان النيل وتدهورت أحوال مصر الاقتصادية لمدة سبع سنين، ويقول المقريزى الذى سمى الأزمة "الشدة العظمى" إن ضعف السلطنة واختلال أحوال المملكة واستمرار تمرد العربان وقلة مياه النيل كانوا من أسباب التدهور.

ففى أول سبتمبر 1171م/ محرم 567هـ وبدلاً من الدعاء للخليفة العاضد دعا للخليفة العباسى المستضىء بنور الله، وعندما لم يظهر أحداً أى رد فعل أمر صلاح الدين بتعميم الخطبة للخليفة العباسى فى جوامع الفسطاط والقاهرة.
الخليفة العاضد آخر الخلفاء الفاطميين والذى كان وقتها مريضاً، وعندما سمع بما حدث ازداد مرضه وتوفاه الله.


وللحديث بقية..




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب