الزغطة.. متى تكون علامة على حالات خطيرة وما طرق التخلص منها؟

الخميس، 13 نوفمبر 2025 05:09 م
الزغطة.. متى تكون علامة على حالات خطيرة وما طرق التخلص منها؟ الزغطة

كتبت مروة هريدى

الفواق أو الزغطة أحد لغات الجسد التي يمر بها الجميع، لكن قليلين يفهمونها حقًا، فقد تظهر فجأة بعد تناول مشروب غازي، أو تناول وجبة دسمة، أو حتى نوبة ضحك، وتختفي فجأة، وتحدث عندما ينقبض الحجاب الحاجز، العضلة التي تساعدنا على التنفس، لا إراديًا، وهذا الانقباض المفاجئ، متبوعًا بانغلاق سريع للأحبال الصوتية، يُصدر صوت الزغطة، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".

وفي حين أن معظم حالات الزغطة قصيرة وغير ضارة، إلا أن الفواق المستمر لعدة أيام أو أسابيع قد يشير إلى مشكلات طبية كامنة تتعلق بالمعدة، أو الجهاز العصبي، أو حتى القلب، لذلك فإن التمييز بين كونها مجرد انزعاج عابر أو تحذير من مشكلة صحية يُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا.

لماذا تحدث الزغطة؟

لا يزال السبب الدقيق للزغطة غامضًا، لكن العلماء حددوا آليته الأساسية، حيث يقع الحجاب الحاجز في قاعدة الرئتين، ويتمدد وينقبض لسحب الهواء، وعند اضطراب هذا الإيقاع، نتيجة الإفراط في تناول الطعام، أو شرب المشروبات الغازية، أو ابتلاع الهواء، أو التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة، قد يتشنج الحجاب الحاجز لا إراديًا.

وصنّفت دراسة نُشرت في StatPearls الفواق إلى ثلاثة أنواع: حاد (يستمر أقل من 48 ساعة)، ومستمر (يستمر لأكثر من يومين)، ومستعصي (يستمر لأكثر من شهر).

وفي حين أن معظم حالات الزغطة تزول من تلقاء نفسها، إلا أن الحالات المستمرة والمستعصية غالبًا ما تُشير إلى مشكلات فسيولوجية أعمق، مثل مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD)، أو اضطرابات التمثيل الغذائي، أو مشكلات عصبية، ويُعد فهم متى تتحول الزغطة من إزعاج مؤقت إلى مشكلة طبية محتملة أمرًا بالغ الأهمية، لأن الحالات طويلة الأمد قد تُؤثر سلبًا على النوم والشهية وجودة الحياة بشكل عام.

متى يجب أن تقلق بشأن الزغطة المستمرة؟

الفواق الذي يستمر لأكثر من يومين يستدعي عناية طبية، وغالبًا ما يرتبط بتهيج المعدة أو المريء أو الحجاب الحاجز الناتج عن ارتجاع المريء أو التهاب المعدة، كما يمكن أن ينشأ عن حالات أيضية مثل الفشل الكلوي أو داء السكري، بالإضافة إلى إصابات الدماغ التي تتداخل مع المسار الانعكاسي، وفي بعض الحالات، يمكن أن تُحفز بعض الأدوية، مثل الستيرويدات أو المهدئات أو أدوية العلاج الكيميائي، حدوثه.

إحصائيًا، يعتبر الرجال أكثر عرضة للإصابة بالزغطة المزمنة من النساء، وكبار السن أكثر عرضة أيضًا، وإذا تُرك الفواق دون علاج، فقد يؤدي إلى فقدان الوزن، والإرهاق، والجفاف، أو الضيق النفسي، كما قد يؤثر على التنفس، أو التئام الجروح بعد الجراحة، أو استخدام أجهزة التنفس الصناعي، وإذا استمر الفواق لأكثر من 48 ساعة أو تكرر دون سبب واضح، يوصي الأطباء عادةً بإجراء فحوصات تشخيصية مثل فحوصات الدم أو الأشعة المقطعية لاستبعاد الاضطرابات العصبية أو الجهاز الهضمي.

حلول سريعة للتخلص من الزغطة

تختفي معظم حالات الزغطة في غضون دقائق، وغالبًا ما تُخففها حيل جسدية بسيطة تُعيد ضبط ردود أفعال الجسم، وإليك بعض الطرق المُثبتة علميًا والتي تُساعد على تخفيف الزغطة على المدى القصير:

احبس أنفاسك لعدة ثوانٍ: يزيد من مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم، مما قد يقاطع رد فعل الفواق.

أعد التنفس في كيس ورقي: يشبه هذا الأمر حبس النفس، فهو يرفع مستويات ثاني أكسيد الكربون ويهدئ تشنجات الحجاب الحاجز.

تناول الماء البارد ببطء: فهو يحفز العصب المبهم ويساعد على استعادة إيقاع التنفس.

تناول ملعقة من السكر أو العسل: ينشط عضلات الحلق والفم التي يمكنها التغلب على مسار رد فعل الفواق.

المضمضة بالماء البارد أو سحب اللسان بلطف: يحفز الأعصاب في الحلق ويقلل من تقلصات الحجاب الحاجز.

مع أن هذه الأساليب مفيدة في الحالات البسيطة، إلا أن الزغطة المُستمرة غالبًا ما تتطلب علاجًا طبيًا، وقد يصف الأطباء أدوية تعمل على المسارات المثبطة للدماغ، مثل باكلوفين أو جابابنتين، والتي تساعد على استرخاء الحجاب الحاجز عن طريق تثبيت النشاط العصبي، كما أن الأدوية التي تمنع الدوبامين، مثل الكلوربرومازين أو ميتوكلوبراميد، فعالة أيضًا، وإن كانت تُستخدم بحذر بسبب آثارها الجانبية المحتملة.

متى يمكن أن تكون الزغطة خطيرة؟

الفواق العرضي غير ضار، لكن الفواق المستمر أو المستعصي قد يكون بمثابة إنذار مبكر لحالات صحية أكثر خطورة، وقد تشير التشنجات المستمرة إلى تهيج العصب المبهم أو الحجابي، الناتج عن أورام أو أكياس أو التهابات في الصدر أو الرقبة، كما يمكن أن تُسبب الحالات العصبية، مثل التصلب اللويحي أو التهاب السحايا أو السكتة الدماغية، فواقًا طويل الأمد من خلال التأثير على جذع الدماغ، الذي يتحكم في القوس الانعكاسي.

وأحيانًا، ترتبط الزغطة باضطرابات الجهاز الهضمي، مثل قرحة المعدة أو التهاب المرارة أو أمراض الكبد، وفي هذه الحالات، غالبًا ما يزول الفواق بعد علاج السبب الكامن، وفي حال تجاهله، قد يُسبب الفواق الشديد الإرهاق أو الجفاف أو الشفط (استنشاق الطعام أو السوائل إلى الرئتين)، خاصةً لدى كبار السن، لهذا السبب، لا يعتبر الأطباء الفواق المطول مجرد إزعاج، بل دليلًا تشخيصيًا محتملًا يُشير إلى مشكلات أعمق.

هل يمكن منع الفواق المستمر؟

رغم أنه لا يمكن تجنب الفواق دائمًا، إلا أن بعض العادات قد تُقلل من تكراره.. على النحو التالى:

تناول وجبات أصغر وأبطأ يمنع ابتلاع الهواء الزائد وتمدد المعدة، وهما سببان رئيسيان.

يُساعد تجنب المشروبات الغازية والأطعمة الحارة على تقليل تهيج المريء والحجاب الحاجز.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء، فإن الحفاظ على وضعية مستقيمة بعد تناول الطعام واستخدام مضادات الحموضة الموصوفة يُحدث فرقًا ملحوظًا.

يمكن للمحفزات النفسية، كالقلق والتوتر، أن تُسبب الزغطة أيضًا بتغيير أنماط التنفس، ويمكن أن يُساعد التنفس الواعي، أو ممارسة اليوجا، أو تقنيات الاسترخاء على استقرار الحجاب الحاجز وتقليل تكراره.

الحفاظ على رطوبة الجسم، والحفاظ على توازن الأملاح، ومراجعة الأدوية مع الطبيب، كلها إجراءات وقائية لا تقل أهمية لتخفيف الزغطة.

بالنسبة لمن يعانون من الفواق بشكل متكرر، غالبًا ما يركز الأطباء على علاج السبب الكامن بدلاً من علاج الأعراض وحدها، وإذا ظل السبب غير مؤكد، فقد يقترح الأطباء علاجات تجريبية تُهدئ بطانة المعدة أو تُقلل من حساسية الأعصاب، وبفهم العوامل الفسيولوجية والبيئية المسببة للزغطة، يمكن للأفراد اتخاذ خطوات عملية للحد من نوباته وتحديد متى تكون الرعاية الطبية ضرورية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة