الزنجبيل والكركم.. هل يمكن للأعشاب المساعدة فى تخفيف أعراض الربو؟

الأربعاء، 12 نوفمبر 2025 01:00 ص
الزنجبيل والكركم.. هل يمكن للأعشاب المساعدة فى تخفيف أعراض الربو؟ الربو

كتبت مروة محمود الياس

يشهد العالم اهتمامًا متزايدًا بالعلاجات الطبيعية، ومعه يتكرر السؤال: هل يمكن أن تُسهم الأعشاب في تخفيف أعراض الربو؟ هذا المرض المزمن الذي يُصيب الجهاز التنفسي ما زال يُدار في الأساس بالأدوية الموصوفة من الطبيب، لكن البعض يلجأ إلى بدائل طبيعية أملاً في دعم العلاج وتقليل الاعتماد على العقاقير الكيميائية.

وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن عدداً من الأعشاب مثل الكركم والزنجبيل والثوم والأوكالبتوس ارتبط بخصائص مضادة للالتهاب قد تساعد في تهدئة الشعب الهوائية. ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن هذه الأعشاب لا تُعد علاجًا بديلاً، وإنما مكملًا يُستخدم بحذر وتحت إشراف طبي، لأن الربو من الحالات التي قد تتحول إلى أزمة حادة إذا أُهملت الأدوية الأساسية.

 

لماذا يلجأ البعض إلى الأعشاب؟

يبحث كثير من المرضى عن خيارات أكثر أمانًا وأقل آثارًا جانبية. الطب التقليدي في الثقافات القديمة اعتمد النباتات لعلاج أمراض التنفس منذ قرون، واليوم تُجرى أبحاث لإثبات فعاليتها علميًا. لكن رغم التوجه العالمي نحو "الطب التكاملي"، لم تثبت التجارب حتى الآن أن الأعشاب قادرة على السيطرة على نوبات الربو أو منعها.

الخبراء يرون أن السبب في انتشار هذه الممارسات هو رغبة المرضى في تبنّي نمط حياة طبيعي يدعم الصحة العامة، مع الحفاظ على العلاج الدوائي. فبعض الأعشاب تعمل كمضادات أكسدة تُقلل الالتهاب العام في الجسم، وهو ما قد يُحسّن الحالة التنفسية غير المباشرة.

 

أبرز الأعشاب محل الاهتمام
 

الزنجبيل

يُستخدم الزنجبيل منذ القدم لتهدئة الجهاز التنفسي. تُشير أبحاث أولية إلى أنه قد يُسهم في استرخاء العضلات المبطّنة للشعب الهوائية، مما يُخفف من انقباضها أثناء نوبات الربو. يمكن تناوله كمنقوع دافئ أو إضافته للأطعمة، لكن يُفضّل تجنّب الجرعات العالية لتفادي اضطراب المعدة أو التفاعل مع أدوية السيولة.

 

الكركم

يُعرف الكركم بمركّب "الكركمين" الذي يتميز بقدرته على تثبيط الالتهاب. دراسات محدودة أظهرت أن استخدامه كمكمّل غذائي بجرعات معتدلة قد يساعد على تقليل فرط حساسية الممرات الهوائية. لكن يُحذّر الأطباء من استخدامه العشوائي خاصة مع الأدوية المضادة للالتهاب، لتجنّب مضاعفات كزيادة سيولة الدم أو اضطراب الجهاز الهضمي.

 

الثوم

الثوم يُعد من أكثر النباتات بحثًا في مجال المناعة، وتبيّن أن له تأثيرات مضادة للبكتيريا والفطريات، ما يجعله داعمًا لجهاز التنفس في مواجهة العدوى المسببة لتفاقم الربو. ومع ذلك، لم تتأكد الدراسات الإكلينيكية من قدرته على الحد من النوبات، ويُنصح بالاكتفاء بإدخاله ضمن النظام الغذائي بدلاً من الاعتماد عليه كمكمل.

 

الأوكالبتوس (الكافور)

يُستخدم زيته في العديد من مستحضرات الاستنشاق والبخار، إذ يساعد على تخفيف الاحتقان وتسهيل التنفس. ورغم أن بعض الدراسات تشير إلى أنه يُقلّل الالتهاب، إلا أن آخرين يرون أنه قد يُسبب تهيجًا لدى بعض مرضى الحساسية، لذا يُنصح بتجربته بتخفيف شديد وتحت رقابة طبية.

 

حدود الأمان والفعالية

يحذّر الأطباء من أن الأعشاب ليست خالية من المخاطر. فغياب الرقابة من قبل الطبيب المعالج  على مكملات الأعشاب يجعل تركيز المواد الفعالة فيها غير ثابت، وقد يؤدي خلطها بأدوية الربو إلى تفاعلات خطيرة. كذلك، فإن الاعتماد عليها بدلاً من أجهزة الاستنشاق أو الكورتيزون يُعرّض المريض لمضاعفات تنفسية قد تهدد الحياة.

 

نصيحة الخبراء

يرى الأطباء المتخصصون في أمراض الصدر أن التعامل مع الربو يجب أن يكون على أساس علمي منظم، تبدأ ركائزه بتجنّب المهيّجات، والالتزام بالعلاج الموصوف، ثم استخدام الأعشاب فقط بإشراف الطبيب كعامل مساعد لتحسين جودة الحياة وليس كعلاج قائم بذاته.

ويُجمع المتخصصون على أن أهم خطوة هي عدم التوقف عن الدواء الأساسي دون استشارة الطبيب، فالعلاج الطبيعي لا يمكن أن يحل محل العلاج الطبي المعتمد.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب