أحمد التايب

ترامب وتحويل الكيان من مُحتل مباشر إلى طرف مراقب

الإثنين، 06 أكتوبر 2025 01:22 ص


في ظل العزلة الدولية والخسارة الاستراتيجية لسلاح المظلومية التي لا طالما كانت إسرائيل تعتمد عليها في صراعها منذ 1948 للترويج لسرديتها وروايتها وجذب تعاطف الرأي العام العالمى لخدمة أهدافها ولكسب مزيدا من الدعم العالمى، أصبح تبييض صورتها في ظل الضغوط الدولية عليها جراء رفض وقف الحرب وارتكاب جرائم حرب في غزة، هدف استراتيجى للولايات المتحدة يسعى دونالد ترامب نفسه لتحقيقه، الأمر الذى يجب الانتباه إليه، خاصة أن بنيامين نتنياهو يلتف على كل شيء من أجل إطالة أمد الصراع ويستثمر في دعم ترامب بكل السبل..

وأخطر ما يسعى إليه نتنياهو الآن في ظل ضغط ترامب لتنفيذ خطته بإنهاء الحرب، هو  تحويل الكيان محتل مباشر إلى طرف مراقب، الأمر الذى قد يؤدي لاحقاً إلى استغلال حالة الاضطراب واتخاذه ذريعة بداعى حماية أمنه القومي الإسرائيلى.

لذلك.. فإن المغزى الاستراتيجي الآن، هو أن تعمل إسرائيل على إعادة صياغة سردية الصراع في المنطقة لتظهر بمظهر غير المسؤول عن الأزمات، ففى لبنان، يكون الصراع الطائفي، وفي سوريا، تكون هناك مواجهات محلية وإثنية مع احتمالات تدخلات في لبنان، أما في غزة،  فالعرب – وعلى رأسهم مصر – هم المسئولون وبالتالي يا إما الموافقة على خطة ترامب وخاصة مرحلتها الثانية

والهدف، هو تفريغ القضية المركزية وإغراق المنطقة في حروبها الداخلية، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى السيطرة الصهيونية التامة على المنطقة، لذا فليس أمام العرب في هذه المرحلة – على وجه الخصوص -  استخدام أورواق القوة ومواصلة الدعم السياسي والإنساني، وتثبيت الصمود الفلسطينى، لا التورط في معركة مرسومة هدفها تكريس الانقسام وتغيير مسار الصراع.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب