عندما يصاب الإنسان بالتهاب الأذن الوسطى الحاد، فإن تأثير العدوى لا يقتصر فقط على الشعور بالألم أو ضعف السمع المؤقت، بل يمتد إلى احتياجات الجسم الغذائية التي تتأثر بدورها بعملية الالتهاب والمناعة. يحتاج الجسم في تلك الفترة إلى مجموعة من الفيتامينات والمعادن لدعم الجهاز المناعي وتسريع التئام الأنسجة وتحسين مقاومة العدوى.
وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن عدداً من المكملات الغذائية قد تلعب دورًا مهمًا في تخفيف حدة الأعراض وتحسين فرص التعافي عند المصابين بالتهاب الأذن، خاصةً إذا كان الالتهاب متكرراً أو مصحوبًا بضعف في الامتصاص الغذائي.
فيتامين د.. دعم المناعة والعظام
يُعد فيتامين د من العناصر الحيوية التي تعزز كفاءة المناعة في مواجهة الالتهابات البكتيرية والفيروسية. كما يساعد في الحفاظ على صحة العظام الدقيقة للأذن الوسطى التي تنقل الذبذبات الصوتية. نقص هذا الفيتامين قد يؤدي إلى ضعف استجابة الجسم للعلاج وإطالة مدة الشفاء. يمكن الحصول عليه من التعرض للشمس بانتظام أو من الأسماك الدهنية ومنتجات الألبان المدعمة، وفي بعض الحالات من المكملات التي يحددها الطبيب.
فيتامين أ.. حماية الأغشية المخاطية
يساعد فيتامين أ على تجديد بطانة الأذن الداخلية والممرات الأنفية، مما يقلل فرص تراكم البكتيريا. كما أنه ضروري للحفاظ على سلامة أنسجة الجلد والأغشية التي تتأثر عادة بالالتهاب. يتوفر في الأطعمة الغنية بالكاروتينات مثل الجزر والبطاطا الحلوة والكبدة.
فيتامين هـ.. درع مضاد للأكسدة
يعمل فيتامين هـ كعنصر واقٍ من تلف الخلايا الناتج عن الالتهاب المزمن، ويساعد في تخفيف التورم وتحسين الدورة الدموية الدقيقة داخل الأذن. كما يساهم في دعم المناعة العامة. يوجد بكثرة في الزيوت النباتية والمكسرات والبذور.
فيتامين ك.. توازن التجلط والشفاء
يعد فيتامين ك مهمًا لعملية التئام الأنسجة ومنع النزيف داخل القنوات الدقيقة للأذن، خصوصًا إذا كان الالتهاب مصحوبًا بإفرازات أو تمزق في طبلة الأذن. يمكن الحصول عليه من الخضراوات الورقية كالسبانخ والكرنب والبروكلي.
فيتامين ب12.. تعزيز الأعصاب والسمع
يساعد فيتامين ب12 في دعم الأعصاب المسئولة عن نقل الإشارات السمعية من الأذن إلى الدماغ، كما يساهم في تكوين خلايا الدم الجديدة التي تدعم الأنسجة المتأثرة. نقصه قد يزيد من خطر حدوث خلل في السمع. يتوافر في اللحوم الحمراء والدواجن والبيض ومنتجات الألبان.
الزنك.. ترميم الأنسجة ومحاربة البكتيريا
الزنك من المعادن التي تشارك في عملية بناء الخلايا وتجديد الأنسجة المصابة. كما يعزز كفاءة المناعة ويقلل من حدة الالتهاب. يُستمد من اللحوم والمكسرات والبقوليات.
الكالسيوم.. تقوية العظام الدقيقة بالأذن
العظام الصغيرة في الأذن الوسطى تعتمد على الكالسيوم لتأدية وظيفتها في نقل الذبذبات، ونقصه قد يؤثر على جودة السمع أثناء فترة المرض. يوجد في منتجات الألبان، والخضروات الورقية، وبعض أنواع الأسماك.
البروبيوتيك.. دعم التوازن البكتيري
تساعد مكملات البروبيوتيك في إعادة توازن البكتيريا المفيدة داخل الجسم بعد استخدام المضادات الحيوية، مما يقلل احتمالية عودة الالتهاب. يمكن تناولها في الزبادي أو كمكمل غذائي بإشراف الطبيب.
العلاج الإنزيمي ودور الطبيب
في بعض الحالات التي يصاحب فيها الالتهاب ضعف امتصاص، قد يوصي الطبيب باستخدام إنزيمات هضمية مساعدة لتحسين الاستفادة من العناصر الغذائية، ما يرفع من كفاءة التعافي. من المهم دائمًا استشارة الطبيب قبل استخدام أي مكمل، لأن الجرعات الزائدة قد تكون ضارة بقدر النقص.