تشعر بأنك مستيقظ رغم استغراقك فى النوم.. ما هو الأرق المتناقض

الأربعاء، 29 أكتوبر 2025 09:00 م
تشعر بأنك مستيقظ رغم استغراقك فى النوم.. ما هو الأرق المتناقض الأرق

كتبت: دانه الحديدى

هل شعرت من قبل أنك مستيقظ رغم خلودك فعليا للنوم؟ الأمر الذى ترتب عليه شعورك بالإرهاق والتعب وعدم أخذ القسط الذى تحتاجه من الراحة،  تلك الحالة تعد نوعا من الأرق الذى يطلق عليه مصطلح "الأرق المتناقض".

واستعرض موقع "الجارديان" تجربة هانا سكوت، باحثة النوم في جامعة فلندرز، أثناء إجراءها أحد الأبحاث المتعلقة بالنوم مع متطوعة، والتى يتم فيها توصيل المريض بأجهزة لقياس نشاط الدماغ، وحركة العين، ومعدل ضربات القلب، ونشاط العضلات، ولكن بعد حوالي 30 دقيقة من إغلاق المرأة عينيها، لاحظت سكوت علامات النوم الدالة على ذلك من خلال تخطيط كهربية الدماغ (EEG): تحول إلى موجات دماغية منخفضة التردد.

وأوضحت سكوت أن المرأة دخلت في نوم عميق لفترة، ثم استيقظت فجأةً قائلةً إنها بحاجة للذهاب إلى الحمام، وبينما كانت سكوت تفصلها عن الأجهزة، اعتذرت المشاركة قائلةً إنها شعرت بالسوء لأنها لم تستطع النوم بعد، ورغم تأكيد سكوت لها بأنها كانت نائمة، إلا أن المتطوعة أصرت على أنها كانت مستيقظة ولم تتمكن من النوم طوال تلك الفترة، وهو ما تؤكد القياسات عكسه تماما.

ما هو الأرق المتناقض؟
 

الأرق المتناقض هو فئة فرعية من الأرق، حيث يؤكد المصابون به بأنهم ينامون بضع ساعات فقط ليلاً ولا يشعرون بالراحة، لكن دراسات النوم تُظهر أنهم ينامون أكثر من ذلك، وأحيانًا حتى الكمية الطبيعية.

يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق يعانون من مشاكل واضحة،  صعوبة في النوم، والبقاء نائمين، والحصول على قسط كاف من النوم للشعور بالراحة. تُسبب لهم مشاكل النوم إرهاقًا خلال النهار، ويواجهون صعوبة في التركيز، ويشعرون بالانزعاج.

ويحتاج بعض الناس إلى نوم أكثر من غيرهم، لكن اتضح أن بعضهم لا يدركون نومهم بدقة، أو لا يتذكرون أنهم ناموا، أوقد ينامون ليلة كاملة دون أن يشعروا بالراحة، حيث كشفت هذه الدراسات أن الأرق قد يكون تجربة أكثر تعقيدًا مما يبدو.

وفي عام ١٩٥٩، وصف أطباء فرنسيون لأول مرة حالة مريضة لم يتطابق وقت نومها المرصود مع عدد ساعات نومها المفترضة، أطلق الأطباء على هذه الحالة اسم " الأرق الكاذب" ، واعتقدوا أن سببها هو قلقها المفرط بشأن النوم. ومنذ ذلك الحين، لاحظ العديد من أطباء النوم والباحثين أن شكاوى الأرق لدى المصابين به لا تتوافق دائمًا مع مقدار النوم الذي يحصلون عليه.

لا يملك الباحثون تقديرًا موحدًا لمدى انتشار الأرق المتناقض نظرًا لتعدد تسمياته،  لكنه ليس نادرًا، وحسب بعض التقارير ، ينام حوالي نصف المصابين بالأرق أقل من ست ساعات ليلًا، بينما ينام النصف الآخر أكثر من ست ساعات، وهي مدة تُضاهي مدة نوم من ينامون جيدًا.

الأشخاص الاكثر عرضة للأرق المتناقض
 

قد يعتقد الكثيرون، حتى من ينامون جيدًا، أنهم ما زالوا مستيقظين في المراحل الأولى من النوم، لكن من يعانون من الأرق المتناقض يميلون أكثر للاعتقاد بأنهم مستيقظون بعد أول ساعتين، كما أنهم أكثر عرضة للإبلاغ عن شعورهم باليقظة أثناء نوم حركة العين السريعة، بينما يُبلغ جميع من ينامون جيدًا تقريبًا بدقة أنهم كانوا نائمين.
في دراسات الاستيقاظ المتتالي ، يُبلغ الأشخاص الذين يعانون من الأرق والذين يُستيقظون عدة مرات طوال الليل عن استيقاظهم في الوقت الذي كانوا فيه نائمين بالفعل أكثر من من ينامون جيدًا.

أسباب الأرق المتناقض
 

يُحدد باحثو النوم أن الشخص نائم عندما يفقد وعيه بالعالم من حوله، وعندما يتحول نشاط دماغه إلى تذبذبات عالية السعة ومنخفضة التردد، عندها تظهر قراءات تخطيط كهربية الدماغ بصمات النوم، مثل الموجات البطيئة ومغازل النوم، أو نوبات محددة من النشاط.

ووفقا لبعض الخبراء، فإن تقنيات المراقبة الشائعة قد تغفل عن تفاصيل نشاط الدماغ أثناء الانتقال إلى النوم، أو عن اللحظات الفاصلة بين مراحله، وقد لا تكون هذه التقنية حساسة بما يكفي لالتقاط نشاط دماغي "يشبه اليقظة" يُفسر الشعور باليقظة أثناء النوم، وفى بعض الحالات وجد الباحثون علامات على اليقظة ، حتى عندما بدا الناس نائمين.

ويعنى ذلك أنهم يبدون نائمين على مستوى سطحي، لكن عند التعمق أكثر في تفاصيل نشاط الدماغ، يلاحظ علامات يقظة لا تحدث عادةً أثناء النوم الطبيعي أو الطبيعي، ويتجه الخبراء الآن إلى استخدام مصطلح "التباين الذاتي-الموضوعي في النوم"، أو اختصارًا SOSD، بدلًا من مصطلح "الأرق المتناقض" أو سوء فهم حالة النوم.

علاج الأرق المتناقض
 

يُعد العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I) ، أو العلاج السلوكي المعرفي للأرق، طريقةً فعّالة ومُثبتة علميًا لتحسين عادات النوم، ويبدو أنه يُساعد أيضًا الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النوم القهري

في دراسةٍ أُجريت العام الماضي، وجد أن العلاج السلوكي المعرفي للأرق لم يُحقق نتائج إيجابية لدى الأشخاص الذين يُعانون من الأرق المُنتظم، مُقارنةً بمن يعانون من اضطراب النوم القهري (SOSD) ، وقد أظهرت دراساتٌ أخرى أن العلاج السلوكي المعرفي للأرق يُمكن أن يُحسّن المشاكل المُتعلقة باضطراب النوم القهري (SOSD).

ويمكن أن تكون الأداة المفيدة للأرق المتناقض هي استراتيجية تسمى "القصد المتناقض"، والتي تشجع الأشخاص الذين يعانون من قلة النوم على التوقف عن محاولة النوم بشدة.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب