يهدد إعصار ميليسا بإطلاق أمطار غزيرة ورياح عاتية في جميع أنحاء منطقة البحر الكاريبي ووفق الأمم المتحدة تعتبر ميليسا عاصفة من الفئة الرابعة وتتحرك ببطء عبر البحر الكاريبي، ومن المتوقع أن تشتد إلى الفئة الخامسة، مع رياح مستمرة تبلغ سرعتها 157 ميلا في الساعة أي حوالي 252 كيلومترا في الساعة.
ووفق التوقعات الأممية تشهد بلدان في مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك جامايكا وهايتي وكوبا وجمهورية الدومينيكان، عدة أيام من الطقس القاسي، وسط مخاوف من إرهاق البنية التحتية وتعطل الخدمات الأساسية ومع اقتراب العاصفة، حثت السلطات الوطنية المجتمعات المحلية على اتباع إرشادات السلامة وإخلاء المناطق المعرضة للخطر والبحث عن مأوى.
وشهدت المجتمعات المحلية بالفعل هطول أمطار غزيرة ورياح عاصفة، وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أن الفيضانات قد تتجاوز تلك التي تسبب فيها إعصار بيريل قبل 16 شهرًا، والذي خلف أضرارًا مالية وبنية تحتية كبيرة ، ومن المتوقع أن تكون الفيضانات شديدة في المناطق المنخفضة والساحلية والتجمعات السكنية العشوائية، مع احتمال أن تؤدي الأمطار الغزيرة إلى انهيارات أرضية في المناطق الجبلية. كما قد تتعطل الموانئ والمطارات والبنية التحتية الرئيسية، مما يُعقّد الاستجابة للطوارئ.
وقال تقرير أممي إنه وردت تقارير حول وفيات وإصابات علي خلفية الإعصار، ففي هايتي قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخر بجروح بالغة في انهيار أرضي غرب العاصمة بورت أو برانس. كما أُبلغ عن حالة وفاة واحدة في جمهورية الدومينيكان.
ومن جانبها حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف بأنه يوجد ما لا يقل عن 1.6 مليون طفل معرضون للخطر حيث تستعد الأسر في جامايكا وهايتي والجزر المحيطة بها للفيضانات والانهيارات الأرضية والاضطرابات واسعة النطاق.
وقال روبرتو بينيس، مدير قسم أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف): إن جميع الجهود المبذولة للاستعداد لوصول الأعاصير ضرورية لتخفيف الأضرار والخسائر في الأرواح في المجتمعات الأكثر ضعفًا ، وخاصةً في مناطق مثل منطقة البحر الكاريبي وتواجه الجزر الصغيرة دائمًا ضعفًا متزايدًا في مواجهة الظواهر المناخية المتطرفة .
وأشارت اليونيسف إلى أن وكالات الأمم المتحدة والشركاء بتخزين الإمدادات المنقذة للحياة مسبقًا ، بما في ذلك مواد النظافة، وأجهزة تنقية المياه، والمستلزمات الطبية، والتحويلات النقدية لدعم الأسر الضعيفة.
وأضافت اليونيسف أنه في هايتي، تم تجهيز 450 طنًا من المواد الغذائية مسبقًا، وقُدّمت تحويلات نقدية لـ 9500 أسرة في الجنوب للتخفيف من آثار العاصفة كما تم توفير حوالي 3400 مجموعة من مستلزمات النظافة، ومواد غير غذائية، ومأوى لـ 44 ألف أسرة، ومجموعات طبية لـ 11 ألف شخص.
وفي جامايكا، بدأ الصليب الأحمر والسلطات المحلية في التعبئة في وقت مبكر، وإعداد الملاجئ الطارئة وتخزين مواد الإغاثة لنحو 165 ألف شخص في الرعايا المعرضة للخطر، بما في ذلك سانت إليزابيث، وكلارندون، وسانت كاترين، وكينجستون، وسانت توماس، وبورتلاند.
وذكرت اليونيسف في تقريرها أنه على مدى العقد الماضي، تأثر حوالي 11 مليون شخص، بما في ذلك ما يقرب من أربعة ملايين طفل، بشكل مباشر كل عام بالكوارث في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.