أحمد التايب

غزة الجديدة في ظل التحرك الأمريكى.. وما يجب الانتباه إليه

الإثنين، 27 أكتوبر 2025 02:24 ص


الأنظار تتجه إلى بدء المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، على أمل البدء في إعادة الإعمار وتخفيف معاناة السكان الذين يعانون أشد المعاناة، فى وقت يشهد تحركات أمريكية، من خلال وجوه أمريكية مثل "جارد كوشنر، ونائب الرئيس الأمريكي "فانس"  ومبعوث الرئيس ترامب للشرق الأوسط "ستيف ويتكوف" في زيارة تبدو دعمًا لمرحلة ما بعد الحرب، إلا أن دلالاتها السياسية تتجاوز حدود غزة إلى إعادة رسم النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط.

وهنا يجب الانتباه إلى أن عودة "كوشنر" إلى الواجهة ليست مفاجئة؛ فهو مهندس اتفاقات الإبراهام وصاحب شبكة العلاقات الواسعة مع إسرائيل ودول المنطقة، ووجوده الآن يمنح الاتفاق الأمريكي حول غزة غطاءً دبلوماسيًا وتمويليًا، وكذلك ️حضور "فاناس" يعكس أن واشنطن لا تكتفي بدور الوسيط، بل تتحول إلى طرف مباشر في تنفيذ الاتفاق ومراقبة التزام الأطراف، بما يضمن لإسرائيل الأمن ولواشنطن السيطرة على آليات الإعمار والمساعدات، أما ويتكوف فهو ليس سياسياً تقليدياً، بل رجل أعمال عقاري ومقرب من ترامب منذ سنوات، وكان أحد أبرز ممولي حملات الانتخابية.

وكل هذا يعنى، أن واشنطن من خلال هذا التحرك تسعى لترسيخ نفوذ دائم في غزة عبر مشاريع الإعمار والطاقة والموانئ، ما يجعل الملف الاقتصادي جزءًا من الحسابات السياسية، وهو ما يثير المخاوف عن خطة غزة الجديدة، والتي وصفت أنها تأتى لتقسيم قطاع غزة إلى منطقتين منفصلتين، واحدة تحت السيطرة الإسرائيلية وأخرى تحت سيطرة حماس.
وتقسيم غزة قد يؤدى إلى فرض منطقة سيطرة إسرائيلية دائمة داخل القطاع، وترفض المشاركة في أى ترتيبات أمنية على هذا الأساس، لذا، فإن الفلسطينيين يخشون منذ بداية الحرب أن تعيد إسرائيل إنتاج نموذج الضفة الغربية في غزة، عبر فرض سيطرة أمنية كاملة ودفع السكان إلى جيوب صغيرة ومعزولة.

وأخيرا.. يجب الانتباه موقف ترامب الداعم لتثبيت وقف اطلاق النار،  ورغبة ترامب فى السلام، إلا أنه تبقى المعضلة  فى أن رؤية ترامب تتضمن تشكيل قوة أمنية دولية بعيدا عن الأمم المتحدة، فيما ترى العديد من الدول العربية أن السلطة الوطنية الفلسطينية هي الجهة التي ينبغي أن تتولى الإشراف على القطاع، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعارض منحها أي دور.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب